الفارق بين محمد صلاح وزيزو

بقلم إيهاب شعبان
مايفعله محمد صلاح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي والعالم حاليا يدعو للإعجاب والدهشة والفخر ، ليس لأنه يقدم أداءا مذهلا وهو في ال 32 عاما من عمره ، بل لأنه يتحدى الظروف الصعبة بكل هدوء ، فالمفروض أن "الملك مو" ينتهى عقده مع ناديه ليفربول في نهاية هذا الموسم ، ويحق له في يناير الحالي أن يتفاوض ويوقع لأى ناد أخر ، وما أكثرها ، ورغم كل ذلك يلعب بكل قوة وحماس وكأنه إبن العشرين ويبدع ويصول ويجول دون النظر لأى شيء يعوقه عن العمل الجيد وإسعاد جماهيره التي تغني وتهتف له قبل وإثناء وبعد كل مباراة ، علما بأن الموقف محبط بالنسبة إليه لتباطؤ وتكاسل إدارة نادي ليفربول في التعامل معه ، وهو نفسه صرح أكثر من مرة بأنه يشعر بخيبة أمل بسبب تأخر التجديد له ، إلا أنه عندما ينزل الملعب يقدم عروضا رائعة تزيد من حب الجماهير وزملائه له .
وعلى الجانب الأخر هنا في مصر .. موقف عكسي يظهر به أحمد سيد زيزو نجم الزمالك الذى حصل على لقب أفضل لاعب في مصر في السنوات الثلاث الأخيرة ، فهو حاليا يقدم أسوأ عروضه وافتقد الكثير من بريقه وخطورته التي كان عليها ، بإستثناء هدفه في مرمي المصري في اللقاء الأفريقي فهو يبدو لاعبا تائها ، ليس هو زيزو الذى نعرفه ، والبعض يلتمس له الأعذار على إعتبار أن مسألة عدم تجديد عقده حتى الأن مع الزمالك تؤرقه وسبب إهتزاز مستواه ، حيث لم ينل التقدير المالي الذى يستحقه من ناديه .. ويوجد الأن على مواقع التواصل الاجتماعي من ينصح ببيعه والإستفادة من قيمة هذا البيع .. وهو مايراه زيزو عدم تقدير له .
وإذا كان الأمر كذلك فماذا عن صلاح الذى هو ملء الأسماع والأبصار في العالم وهو حتى اللحظة يعاني من إدارة متعنتة تغمض عينيها عن إبداعه الذى يقربه من الكرة الذهبية لعام 2025 ، وتسد أذنيها عن ما يطالب به أساطير إنجلترا والعالم الذى يناشدون إدارة الريدز بالتجديد الفوري للملك المصري الأن قبل الغد ؟؟!!
الفارق هنا بين صلاح وزيزو .. هو العقلية والطموح والثبات الإنفعالي عند التعرض للضغوط ، اللاعب – أي لاعب – عليه أن يدرك أن عمله في الملعب وواجبه نحو ناديه شيء وحياته خارج الملعب شيئا أخر ، وعليه أن يكون متقنا ومعطاءا لأقصى مدي حتى أخر لحظة .
صلاح أصبح أيقونة عالمية .. وقدوة لأى لاعب حول العالم ، نأمل أن يتعلم منه لاعبى مصر ، ويدرسون كيف كان ثم أصبح .. فالملك المصري كتب إسمه بأحرف من نور في كتاب الكرة ليس في مصر بحسب وإنما العالم .
إيهاب شعبان