ترامب يخطف الميكروفون من كرة القدم… وقرعة مونديال 2026 تتحول إلى ليلة سياسية صاخبة

كتب السيد الأعرج 

لم يكن أحد يتوقع أن تتحول قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن إلى مشهد يشبه عروض السياسة والدعاية، لكن ما حدث داخل مركز جون إف كينيدي للفنون الأدائية قلب كل التوقعات. فبينما كان العالم ينتظر دخول الكرات الزجاجية إلى دائرة الضوء، اقتحم دونالد ترامب المشهد بتحوّل درامي: منحه فيفا أول «جائزة للسلام» في تاريخه.

جائزة مفاجئة… وخطاب غير متوقّع

قبل بدء السحب، أُطفئت الأنوار وعُرض فيديو دعائي يتحدث عن «القيادة التي توحّد العالم». ومع انتهاء اللقطات، جاء الاسم الذي صدم جزءًا كبيرًا من الحاضرين: ترامب.
الصعود إلى المسرح كان بطيئًا، التصفيق باهتًا، والوجوه بين متجمدة ومندهشة.

إنفانتينو ظهر وكأنه يمثّل دورًا مكتوبًا مسبقًا، حين قال:
«هذه القيادة التي نريد مكافأتها… يمكنك الاعتماد عليّ لصنع السلام حول العالم».
لحظة وُصفت لاحقًا بأنها «مسرحية سياسية تحت شعار الرياضة».

ترامب بدوره استغل اللقطة بكل ما فيها، وعلّق الميدالية بنفسه، وبدأ في الحديث عن «الأرواح التي أنقذها» و«عظمة أمريكا» وسجلات بيع التذاكر، متجاهلًا الانتقادات التي تطارد البطولة منذ إعلان استضافتها.

حضور ثقيل… واستعراض بصناعة هوليوودية

على السجادة الحمراء، مرّت شخصيات من العيار السياسي: ترامب، شينباوم، كارني.
داخل القاعة، حاولت هايدي كلوم وكيفن هارت كسر الجدية بأسلوب تلفزيوني خالص، قبل أن يصعد أندريا بوتشيلي ويلفت الأنظار بأداء مبهر، تبعه دويتو تجاري بين روبّي ويليامز ونيكول شيرزينغر.

الحدث بدا أقرب إلى عرض موسيقي دولي منه إلى قرعة كأس عالم.

تفاصيل القرعة وسط الزخم

بعد الفقرات الفنية والخطابات، انطلقت أخيرًا مراسم السحب:

• المكسيك في المجموعة الأولى
• كندا في المجموعة الثانية
• الولايات المتحدة في المجموعة الرابعة

48 منتخبًا، 12 مجموعة، ومستويات معقدة تضيف توترًا إضافيًا. الملحق العالمي ما زال ينتظر الحسم، وقد يضع منتخبات تاريخية مثل إيطاليا في مستوى رابع «شكليًا».

فوضى خارج القاعة… وانقسام بين الجماهير

خارج الحدث، عانى الصحفيون من طوابير طويلة تحت الثلوج وإجراءات أمنية مشددة.
انقسام المشجعين لا يزال واضحًا حول مونديال 2026:

• أسعار مرتفعة
• مسافات شاسعة
• 48 منتخبًا يثيرون الجدل حول الجودة

ليلة تُكتب في أرشيف فيفا

القرعة انتهت، المجموعات أصبحت جاهزة، لكن ما سيبقى من هذا الحدث هو الصورة الأكثر تداولًا:
إنفانتينو يعلّق «ميدالية سلام» حول عنق رئيس أمريكي يعتبره كثيرون أحد أكثر الشخصيات إثارة للانقسام في العصر الحديث.

لحظة ستظل مثالًا على كيف يمكن للسياسة أن تقفز إلى قلب كرة القدم، حتى في أمسية كان يفترض أن تحتفي باللعبة قبل كل شيء.