قطر تبهر العالم مجدداً في مونديال الناشئين 2025: نهاية تاريخية لدور المجموعات ومفاجآت عربية مدوية
نسخة قياسية بعدد المنتخبات والأهداف في مونديال الناشئين 2025
الدوحة – فايز عبدالهادي :
اختتمت منافسات دور المجموعات في كأس العالم تحت 17 سنة FIFA قطر 2025 وسط أجواء احتفالية غير مسبوقة، بعدما جذبت البطولة أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى مجمع المسابقات في أسباير زون، الذي احتضن النسخة الأكبر في تاريخ البطولة بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى.
على مدار تسعة أيام متواصلة، شهدت الملاعب القطرية 72 مباراة مثيرة، وهو رقم قياسي عالمي لم تشهده أي بطولة سابقة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث جرى تسجيل 250 هدفاً — أعلى حصيلة في تاريخ مونديال الناشئين.
المغرب يصنع التاريخ ومصر وتونس تتأهلان
المفاجأة الأبرز جاءت من المنتخب المغربي، الذي خطف الأضواء بتحقيق أكبر فوز في تاريخ البطولة بعد سحقه كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16 – 0. وفي إنجاز عربي مشرف، تأهلت ثلاثة منتخبات عربية إلى دور الـ32 وهي مصر، المغرب وتونس، لتواصل الكرة العربية تألقها في المحفل العالمي.
كما حجزت منتخبات قوية مثل ألمانيا (حاملة اللقب) والبرازيل مقعدها في الدور التالي، فيما كانت المفاجأة الجميلة تأهل منتخبات إيرلندا، أوغندا وزامبيا في أولى مشاركاتها.
أرقام قياسية وبطولة فريدة من نوعها
البطولة التي شارك فيها 1008 لاعب مثلوا 48 منتخباً، تميزت بمفهوم استضافة فريد، حيث أقيمت جميع المباريات في منطقة واحدة، مما أتاح للمشجعين حضور ثماني مباريات في اليوم باستخدام تذكرة واحدة.
وشهدت البطولة إقامة 364 جلسة تدريب في 16 ملعباً، كما وفّرت قطر 12 فندقاً للمنتخبات، وخصّصت 43 حافلة لنقل اللاعبين والمشجعين، وسط بنية تحتية رياضية متكاملة مستوحاة من نجاح مونديال قطر 2022.
إشادة فيفا وتنظيم قطري استثنائي
وأكد جاسم عبد العزيز الجاسم، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة، أن قطر "أثبتت مجدداً ريادتها في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى"، مشيراً إلى أن البطولة "قدمت منصة مثالية للمواهب الصاعدة التي ستحمل راية كرة القدم العالمية في المستقبل".
من جانبه، أثنى ماتياس غرافستروم، الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على التنظيم قائلاً: ما رأيناه في أسباير زون تجربة فريدة؛ يمكن للمشجع أن يشاهد ثماني مباريات في يوم واحد — هذا إنجاز تنظيمي مبهر يجعل مونديال الناشئين في قطر علامة فارقة في تاريخ فيفا".
جمهور غفير وتجربة إنسانية شاملة
بلغ عدد الحضور الجماهيري خلال دور المجموعات أكثر من 52 ألف مشجع، بينهم عائلات وأطفال من مختلف الجنسيات. كما تميزت البطولة بمبادرات شاملة لذوي الإعاقة عبر غرف حسية وتعليق وصفي صوتي لضمان تجربة متاحة للجميع.
في منطقة المشجعين، شارك 880 فناناً و20 شركة محلية في تقديم عروض ثقافية وترفيهية، ما جعل البطولة احتفالاً عالمياً بالتنوع الإنساني.
حضور إعلامي وكشّافون من الأندية الكبرى
استقطبت البطولة أكثر من 1150 إعلامياً من أنحاء العالم لتغطية الحدث مباشرة، فيما توافد 130 كشافاً من كبرى الأندية الأوروبية والعربية لمتابعة المواهب الواعدة، ما يعزز فرص النجوم الشباب في شق طريقهم نحو الاحتراف العالمي.
جاهزية قطر لدور الـ32
ومع إسدال الستار على دور المجموعات، تتجه الأنظار إلى مباريات دور الـ32 المقرر إقامتها يومي 14 و15 نوفمبر في مجمع أسباير، حيث تواصل المنتخبات العربية الثلاثة حلمها في بلوغ مراحل متقدمة، في حين تسعى المنتخبات الأوروبية واللاتينية للحفاظ على هيمنتها التاريخية.
ختاماً، أثبتت قطر مرة أخرى أنها عاصمة الرياضة العالمية، ليس فقط من حيث البنية التحتية والتنظيم الفائق، بل في قدرتها على تحويل كل بطولة إلى تجربة إنسانية وثقافية جامعة، تكرّس رسالتها في أن الرياضة لغة الشعوب والمستقبل.
كأس العالم تحت 17 سنة، قطر 2025، مونديال الناشئين، منتخب مصر للناشئين، منتخب المغرب، منتخب تونس، أسباير زون، فيفا، كرة القدم العربية، كأس العالم للناشئين قطر.

