محمد صلاح… ما بين التراجع المؤقت وبداية مرحلة جديدة مع ليفربول

كتب السيد الأعرج
محمد صلاح، النجم المصري العالمي، يعيش واحدة من أكثر مراحل مسيرته إثارة للجدل منذ انضمامه إلى ليفربول عام 2017.
الصحف الأوروبية تتحدث عن "تغير موقعه في الخطة"، والجماهير تنقسم بين من يرى أن زمنه في أنفيلد أوشك على النهاية، ومن يعتقد أن الملك المصري ما زال يملك ما يكفي للعودة إلى القمة.
تراجع الأرقام… وتغير في الأدوار
بداية موسم 2025-26 حملت مؤشرات غير معتادة.
إحصائيات The Guardian تظهر أن صلاح شارك في 6 مباريات وسجل هدفًا واحدًا فقط، بنسبة تهديف تقل 30 ٪ عن المعدل المعتاد في المواسم السابقة.
المدرب الهولندي آرنه سلوت يفضّل إشراك الثنائي إيساك وإكيتكي كأساسيين، فيما يُستخدم صلاح أحيانًا كورقة بديلة لخلق التوازن الهجومي في الشوط الثاني.
هذا التغيير التكتيكي أثار تساؤلات حول مستقبله ودوره القيادي في الفريق.
إدارة ليفربول تتمسك به… لكن الخطة تتبدل
تقرير Anfield Watch يؤكد أن النادي لا ينوي بيع صلاح في يناير 2026، لكنه بدأ فعلاً مرحلة إعادة توزيع المسؤوليات داخل غرفة الملابس.
صلاح أصبح صوت الخبرة، أكثر من كونه العنصر الحاسم في كل مباراة.
مصدر من داخل النادي أشار إلى أن الجهاز الفني يعمل على “تطوير شكل اللعب من دون الاعتماد المطلق على صلاح”، تحضيرًا للسنوات القادمة.
على الصعيد الإفريقي… الحضور مستمر
رغم الجدل الإنجليزي، ما زال اسم صلاح حاضرًا بقوة في القارة السمراء.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) أعلن إدراج صلاح ضمن قائمة أفضل عشرة لاعبين في إفريقيا لعام 2025، تأكيدًا لاستمراره بين الصفوة.
ترشيحه جاء بفضل تأثيره المستمر مع منتخب مصر، الذي يستعد للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2026.
الجمهور المصري ما زال يثق
داخل مصر، لا يزال صلاح يحظى بتأييد واسع.
وسم #الملك_المصري تصدّر منصة X (تويتر سابقًا) عقب مباراة ليفربول الأخيرة، مع رسائل دعم تؤكد أن “صلاح لا يهبط، بل يُمهّد لصعود جديد”.
اللاعب نفسه صرّح لقناة MBC مصر قائلًا: “أمرّ بفترة مختلفة، لكني أؤمن بأن الأفضل لم يأتِ بعد”.
إلى أين يتجه محمد صلاح؟
المؤشرات تؤكد أن صلاح يعيش مرحلة تجديد لا تراجع.
تقدمه في العمر (33 عامًا) يجبر المدربين على تعديل أدواره، لكنه ما زال يتمتع بلياقة عالية وقدرة على صناعة الفارق في اللحظات الكبيرة.
احتمال رحيله عن ليفربول غير مطروح في المدى القريب، إلا إذا تلقى عرضًا استثنائيًا من نادٍ أوروبي أو خليجي بنهاية الموسم.
محمد صلاح اليوم ليس في أزمة، بل في تحوّل مهني محسوب.
من هدافٍ متوهّج إلى قائدٍ ناضج يعيد تعريف مكانته داخل الفريق.
ويبقى الرهان الأكبر على عودته بقوة في النصف الثاني من الموسم لإثبات أن الملك لا يسقط… بل يتغير شكله فقط أو الموقع؟

