السبت ٠١ / نوفمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

تحليل مباراة ليفربول ضد فرانكفورت | خماسية تعيد الهيبة وتعلن عودة المارد الأحمر

تحليل مباراة ليفربول ضد فرانكفورت | خماسية تعيد الهيبة وتعلن عودة المارد الأحمر

كتب السيد الأعرج 

بأداء يُعيد الثقة ويُذكّر بمجد ليفربول الأوروبي، عاد الفريق الإنجليزي من ألمانيا منتصرًا بنتيجة ثقيلة على حساب آينتراخت فرانكفورت (5-1) في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، في مباراة جمعت بين الصدمة في بدايتها والهيمنة في نهايتها.
هذا الفوز الكبير لم يكن مجرد نتيجة، بل كان استعادة للهوية الحمراء المفقودة منذ فترة، بفضل التنظيم التكتيكي، القوة الذهنية، وحضور القادة داخل أرضية الملعب.

البداية الصعبة وصفعة الإيقاظ

بدأ ليفربول المباراة بحذر مفرط في الخط الخلفي، لكن فرانكفورت استغل المساحات مبكرًا. في الدقيقة 26، تمكن راسموس كريستنسن من تسجيل الهدف الأول بعد تمريرة طويلة من ماريو غوتزه خلف دفاع ليفربول المتقدم.
التحرك جاء من العمق بين الظهير وقلب الدفاع، واستغل كريستنسن تأخر ارتداد كوناتي ليضع الكرة في المرمى.
كانت هذه اللحظة بمثابة الصفعة التي أيقظت المارد الأحمر من غفوته، ليبدأ بعدها رد فعل عنيف ومنظم قلب مجريات اللقاء رأسًا على عقب.

 عودة ليفربول السريعة وانقلاب الإيقاع

لم ينتظر الريدز طويلًا. في الدقيقة 35، أرسل أندرو روبرتسون تمريرة طولية متقنة اخترقت دفاع فرانكفورت، وصلت إلى هوغو إكيتكي الذي استقبلها بثقة وسددها أرضية سريعة سكنت الشباك، معلنة التعادل.
هذا الهدف غيّر ديناميكية اللقاء تمامًا. ارتفعت الروح، وانقلبت السيطرة إلى صالح ليفربول الذي بدأ يفرض أسلوبه القائم على الضغط العالي واستغلال الأطراف.
الهدف كان نقطة التحول الكبرى التي نقلت الفريق من الارتباك إلى التنظيم الكامل.

 رأسيات القادة تُعيد الهيبة

بعد التعادل، تحوّل ليفربول إلى ماكينة أهداف. الدقيقة 39 حملت الهدف الثاني بعد تنفيذ متقن من كودي جاكبو لركنية يسارية، ارتقى لها القائد فيرجيل فان دايك وسجل رأسية صاروخية سكنت الزاوية البعيدة.
خمس دقائق لاحقة فقط، وتكرر المشهد. هذه المرة من الجهة اليمنى، حيث نفّذ دومينيك سوبوسلاي كرة ركنية متقوسة مثالية، حولها إبراهيم كوناتي برأسية قاتلة داخل الشباك ليعلن الهدف الثالث.
بهاتين الكرتين الثابتتين، أنهى ليفربول الشوط الأول متقدمًا (3-1) بعد شوط بدأ صعبًا وانتهى باكتساح تكتيكي حقيقي.

 الشوط الثاني | سيطرة كاملة وإنهاء مُبهر

في النصف الثاني من اللقاء، واصل ليفربول تفوقه الذهني والبدني. المدرب يورغن كلوب أجرى تعديلًا ذكيًا بتحويل الخطة من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 هجومية، ما زاد الكثافة في الوسط وحرر الأطراف للهجوم.
في الدقيقة 66، مرر فلوريان فيرتز تمريرة سحرية بين المدافعين نحو كودي جاكبو، الذي استغل المساحة وانفرد بالحارس وسدد في الزاوية اليمنى مسجلًا الهدف الرابع.
بعد أربع دقائق فقط، اختتم سوبوسلاي العرض الكروي بتسديدة مذهلة من خارج منطقة الجزاء على بُعد 25 مترًا، لتستقر الكرة في المرمى معلنة الهدف الخامس، وتؤكد عودة ليفربول الأوروبي بقوة.

 لقطات تحليلية دقيقة لكل هدف

هدف فرانكفورت (د.26):
تحرك ذكي من كريستنسن خلف الدفاع، تمريرة من غوتزه، وتسديدة يسارية قوية داخل المرمى.
الخطأ التكتيكي: بطء ارتداد كوناتي وسوء التمركز الدفاعي.

هدف إكيتكي (د.35):
تمرير طولي قاتل من روبرتسون، تحرك بين القلوب، تسديدة أرضية ناجحة.
الميزة: سرعة اتخاذ القرار واستغلال المساحة بذكاء.

هدف فان دايك (د.39):
ركنية من جاكبو، تحرك مسبق للقائد، رأسية قوية تهز الشباك.
التحليل: تنفيذ مدروس ومهارة في التمركز داخل منطقة الستة أمتار.

هدف كوناتي (د.44):
تكرار للسيناريو ذاته، لكن من الجهة المقابلة. رأسية مثالية بعد عرضية متقوسة من سوبوسلاي.

هدف جاكبو (د.66):
تمريرة بينية من فيرتز، تحرك ذكي خلف الخط، تسديدة أرضية قوية في المرمى.

هدف سوبوسلاي (د.70):
قيادة للكرة من العمق، تسديدة صاروخية من خارج المنطقة، ختام مثالي للعرض الأحمر.

 التحليل التكتيكي العام

الفوز لم يكن مجرد حماس، بل نتاج خطة مدروسة.
بعد استقبال الهدف الأول، عدّل سلوت تمركز لاعبيه، فرفع الضغط إلى منتصف ملعب الخصم، مع تعليمات باستغلال الكرات الثابتة والكرات الطولية خلف الدفاع الألماني.
التحول إلى 4-3-3 منح الفريق سيطرة أكبر على مجريات اللعب، خاصة مع تألق فيرتز وسوبوسلاي في صناعة اللعب وفتح المساحات.
أما فان دايك وكوناتي فقدّما أداءً متوازنًا، حيث جمعا بين القوة الدفاعية والتهديد الهجومي في الكرات الهوائية.

 روبرتسون… القائد الصامت ونجم المباراة

كان أندرو روبرتسون أحد أبرز مفاتيح الانتصار.
صنع الهدف الأول بتمريرة طولية متقنة، وشارك في بناء الهجمات بتمريرات طولية دقيقة، إلى جانب صلابته الدفاعية.
لم يُراوغ طوال المباراة، وبلغت دقة تمريراته 89% رغم تحركاته الهجومية المستمرة.
كما نفّذ خمس تمريرات طويلة ناجحة، وساهم في قطع الكرات وقيادة الضغط من الجهة اليسرى.

وجوده في الملعب أعاد التوازن للفريق، في وقت يعاني فيه ليفربول من ضعف دفاعي في جهة كيركيز التي تسببت في معظم أهداف الخصوم هذا الموسم.
روبرتسون لم يكن مجرد ظهير؛ بل قائد فعلي ثانٍ بعد فان دايك، يجمع بين الانضباط والجرأة والقيادة التكتيكية.

موضوعات ذات صلة