فان دايك.. رأس لا يُقهر في سماء البريميرليغ

كتب السيد الأعرج
في عالم كرة القدم الذي تمتلئ صفحاته بالهدافين، يبرز اسم فيرجيل فان دايك كاستثناء لافت، مدافع استطاع أن يكتب اسمه بين أبرز المسجلين، لا بالقدم بل بالرأس. فمنذ وصوله إلى ليفربول في شتاء عام 2018، أصبح الصخرة الهولندية سلاحًا مزدوجًا يجمع بين الحزم الدفاعي والخطورة الهجومية.
الأرقام تتحدث بوضوح: فان دايك سجل ثلاثين هدفًا بقميص ليفربول في مختلف المسابقات، منها ستة وعشرون هدفًا بالرأس. هذا الرقم لا يعكس فقط تفوقه في الكرات الهوائية، بل يُظهر مدى تأثيره في كل ركن من أركان الملعب. فمنطقة الجزاء ليست بالنسبة له مجرد مكان للدفاع، بل مساحة جديدة للتسجيل وصناعة الفارق.
وحده هاري كين، مهاجم توتنهام، استطاع أن يتفوق عليه في عدد الأهداف الرأسية بين لاعبي الأندية الإنجليزية خلال الفترة ذاتها، بعدما أحرز أربعة وثلاثين هدفًا بالرأس. ومع ذلك، يبقى فان دايك حالة فريدة، كونه مدافعًا ينافس المهاجمين في منطقة قوتهم.
يصفه جمهور ليفربول بأنه صمام الأمان الذي لا يُخطئ، بينما يراه النقاد قائدًا بالفطرة يقرأ اللعب بذكاء نادر، ويحوّل الركلات الركنية إلى فرص تهديف مؤكدة. فحضوره داخل منطقة الجزاء يفرض الهيبة، وتوقيته في الارتقاء لا يُعلَّم.
لقد أعاد فان دايك تعريف دور المدافع في كرة القدم الحديثة، فلم يعد مجرد حاجز أمام المهاجمين، بل أصبح أحد مفاتيح النصر ورافدًا مهمًا للأهداف في أصعب اللحظات. وبين كل كرة ثابتة يرتقي لها، يثبت أن القوة لا تقتصر على الدفاع، بل تمتد إلى كتابة التاريخ برأسٍ يعرف طريق الشباك

