القصة التى هزت بعثة منتخب مصر لتنس الطاولة في تونس!.. من المخطئ؟ وسيناريوهات العقوبات المنتظرة
تفاقمت خلال الساعات الماضية أزمة غير مسبوقة داخل بعثة منتخب مصر لتنس الطاولة المشاركة في بطولة أفريقيا المقامة حاليًا في تونس، بعدما نشبت مشادة حادة بين النجم عمر عصر وزميله محمود أشرف حلمي، نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة أشرف حلمي.
الأزمة التي خرجت تفاصيلها إلى العلن فجّرت حالة من الجدل داخل الوسط الرياضي، ودفعت الاتحاد المصري إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات ما حدث ومحاسبة المسؤولين.
بداية الخلاف بين اللاعبين
تعود تفاصيل الواقعة إلى ما قبل إحدى المباريات المهمة للمنتخب المصري، حين رفض اللاعب محمود أشرف مصافحة زميله عمر عصر، وهو ما أثار استياء الأخير والجهاز الفني.
وتطور الموقف بعد أن جلس محمود على مقاعد البدلاء واضعًا قدمًا فوق الأخرى، منشغلًا بهاتفه المحمول، دون تفاعل مع زملائه في المباراة.
هذا التصرف اعتبره عمر عصر إهانة للفريق ولروح المنتخب، وطلب من الجهاز الفني إبعاده عن المقاعد، ليتحول الموقف سريعًا إلى مشادة كلامية حادة كادت تصل للاشتباك بالأيدي قبل أن يتدخل أعضاء الجهاز الفني لاحتواء الموقف.
رواية عمر عصر: "ما حدث لا يليق بمنتخب مصر"
في تصريحات صحفية لاحقة، أكد عمر عصر أن ما حدث لا يليق بلاعبين يمثلون مصر في بطولة قارية، موضحًا أنه تفاجأ بسلوك زميله الذي رفض مصافحته وأبدى استهتارًا واضحًا خلال المباراة.
وقال عصر: "أنا احترمت نفسي واحترمت اسم مصر، وما طلبته كان فقط حفاظًا على هيبة المنتخب، لكن للأسف ما حدث كان تصرفًا غير مقبول على الإطلاق."
كما أشار اللاعب إلى أن البعثة تعاني من نقص في الدعم الفني والطبي، مؤكدًا أنه يعاني من إصابة عضلية، وزميله محمد البيلي مصاب أيضًا، دون وجود طبيب أو معد بدني ضمن البعثة، وهو ما وصفه بأنه “انعكاس لخلل إداري واضح داخل الاتحاد”.
موقف محمود أشرف: التزام الصمت حتى انتهاء التحقيقمن جانبه، رفض اللاعب محمود أشرف حلمي الإدلاء بأي تصريحات تفصيلية، مكتفيًا بالقول: "مش هتكلم.. وكل حاجة هتبان في التحقيقات."
مصادر مقربة منه أكدت أن اللاعب يرى أن الأزمة تم تضخيمها إعلاميًا، وأن ما حدث لم يتجاوز حدود سوء التفاهم داخل الفريق، مشيرة إلى أن محمود يتمسك بحقه في الدفاع عن نفسه أمام لجنة التحقيق.
رئيس الاتحاد المصري: "تحويل الثنائي للتحقيق الفوري"
بدوره، أصدر أشرف حلمي، رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، بيانًا مقتضبًا أكد فيه أن ما حدث في تونس "تصرف غير مقبول تمامًا من لاعبين يمثلان مصر"، معلنًا تحويل كل من عمر عصر ومحمود أشرف إلى التحقيق.
وأضاف حلمي أن الاتحاد سيتخذ قرارات حاسمة عقب عودة البعثة، مؤكدًا أن "سمعة مصر أهم من أي اسم"، وأن الانضباط سيكون أساس التعامل مع أي تجاوز مستقبلاً.
وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية تتدخلانوتتابع وزارة الشباب والرياضة ولجنة الأخلاق في اللجنة الأولمبية المصرية الموقف عن كثب، حيث طلبتا تقريرًا عاجلًا من الاتحاد المصري لتوضيح حقيقة ما حدث داخل المعسكر.
وأكد مصدر مسؤول بالوزارة أن "القيم والانضباط داخل المنتخبات الوطنية خط أحمر"، مشددًا على أن أي تجاوز سيتم التعامل معه بمنتهى الحزم حفاظًا على هيبة الرياضة المصرية.
من المخطئ؟
رغم تضارب الروايات، إلا أن معظم المراقبين يرون أن الخطأ مشترك بين الأطراف الثلاثة:
اللاعب محمود أشرف الذي تصرف بشكل لا يليق بزميله وبروح المنتخب.
اللاعب عمر عصر الذي انفعل بشدة أمام زميله داخل معسكر المنتخب.
إدارة الاتحاد التي لم تحسم الخلاف سريعًا وسمحت بخروجه إلى الإعلام، مما أضر بصورة المنتخب في بطولة قارية.
كما يشير بعض الخبراء إلى أن وجود تضارب مصالح واضح في أن يكون نجل رئيس الاتحاد أحد اللاعبين الأساسيين قد ساهم في تأجيج الأزمة وأفقد الموقف حياده.
سيناريوهات العقوبات المنتظرة
بحسب مصادر داخل الاتحاد المصري، فإن لجنة التحقيق ستعتمد في قراراتها على تقارير الجهاز الفني ورئيس البعثة، مع ترجيح واحد أو أكثر من السيناريوهات التالية:
إنذار رسمي للثنائي مع تحذير من تكرار السلوك.
خصم مكافآت أو إيقاف مؤقت لأحد اللاعبين بحسب نتائج التحقيق.
استبعاد مؤقت من المنتخب الوطني حال ثبوت تجاوز أخلاقي أو سلوكي مؤكد.
مراجعة شاملة للائحة الانضباط داخل الاتحاد لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلًا.
وأكد مصدر بالاتحاد أن القرارات ستصدر خلال الأيام المقبلة، فور انتهاء التحقيقات التي تجرى بسرية تامة داخل الاتحاد.اختبار حقيقي للاتحاد المصري
تُعد أزمة عمر عصر ومحمود أشرف اختبارًا صعبًا أمام الاتحاد المصري لتنس الطاولة، فإما أن يتم التعامل معها بشفافية وانضباط يُعيد الثقة في المنظومة، أو تظل نقطة سوداء في تاريخ اللعبة بمصر.ويبقى الأمل أن تكون هذه الواقعة بداية لإصلاح شامل داخل الاتحادات الرياضية، وإعادة ترسيخ قيم الاحتراف والمسؤولية في المنتخبات الوطنية.

