
متوسط تصنيف منتخبات أفريقيا يكشف ضعف مستوى التصفيات رغم التوزيع المتوازن

رغم مشاركة 54 دولة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، فإن متوسط التصنيف العالمي للمنتخبات يكشف عن ضعف المستوى العام مقارنة بالقارات الأخرى، خاصة أمريكا الجنوبية وأوروبا، حيث بلغ متوسط ترتيب المنتخبات الأفريقية المشاركة 109.35 وفقًا لتصنيف فيفا الصادر في سبتمبر 2025، وهو ما يعكس الفجوة الفنية الكبيرة داخل القارة.
المنتخب المغربي يتصدر التصنيف الأفريقي في المركز 11 عالميًا، يليه السنغال في المركز 18، ثم مصر (35)، الجزائر (38)، وساحل العاج (44)، لكن بقية المنتخبات تأتي بتصنيفات متأخرة جدًا، ما يهبط بالمعدل العام للقارة. فمثلًا، إريتريا التي انسحبت من التصفيات كانت في المركز 204، بينما سيشل (203)، الصومال (201)، ساوتومي وبرينسيب (195)، وجيبوتي (193)، وكلها منتخبات تساهم في خفض المتوسط العام بشكل واضح.
ورغم هذا التفاوت، فإن توزيع المجموعات جاء متوازنًا إلى حد كبير، حيث سجلت المجموعة الثانية أعلى متوسط تصنيف بين المنتخبات المشاركة بـ98.83، ما يجعلها الأقوى فنيًا، بينما جاءت المجموعة الثامنة كأضعف مجموعة بمتوسط 119.17، نتيجة وجود منتخبات ذات تصنيف منخفض ضمن تركيبتها.
هذا التباين يطرح تساؤلات حول كيفية النهوض بمستوى المنتخبات الأفريقية ذات التصنيف المتأخر، خاصة أن فرصها في البطولات القارية والدولية تبقى محدودة، ولا تملك سوى التصفيات كنافذة للمشاركة الدولية.
وفي ظل غياب المنافسات المنتظمة، فإن الحل الوحيد المتاح هو إشراك هذه المنتخبات في مباريات دولية متكررة، سواء ودية أو رسمية، لضمان الاحتكاك ورفع المستوى تدريجيًا.
الواقع يفرض أن التصفيات الأفريقية ستظل ضعيفة نسبيًا طالما شملت كل القارة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه المشاركة إلى فرصة تطوير، وليس مجرد رقم في جدول التصنيف العالمي.