برشلونة والخصوم الكبار.. الأندية التي تحولت إلى عقدة في ليالي دوري الأبطال

كتب السيد الأعرج 

دوري أبطال أوروبا ليس فقط مسرحًا للانتصارات العظيمة لبرشلونة، بل أيضًا منصة شهدت لحظات سقوط مؤلمة أمام أندية عرفت كيف تفكك قوة الكتلان وتكسر هيبتهم. على الرغم من أن تاريخ برشلونة مليء بالأمجاد، إلا أن هناك أسماء بقيت محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم كأكثر من أرهقوا النادي الإسباني عبر النسخة الحديثة للبطولة.

بايرن ميونيخ.. الحكاية المظلمة

10 انتصارات جعلت من بايرن ميونيخ العدو الأكبر لبرشلونة في دوري الأبطال. من الهزائم المتكررة في دور المجموعات وصولاً إلى الصدمة الكارثية في لشبونة 2020 حين دكّ الألمان شباك الكتلان بثمانية أهداف، تحولت مواجهات البافاري إلى كوابيس تلاحق الفريق الكتالوني. كل لقاء يجمعهما يُكتب بمداد خاص، وكأن التاريخ يصرّ على إبراز التفوق الألماني.

باريس سان جيرمان.. الثأر المستمر

الباريسيون سجلوا 6 انتصارات أمام برشلونة، لكن قصتهم تتجاوز مجرد الأرقام. في 2017 بدا أن رباعية "حديقة الأمراء" أنهت الحكاية، لكن ريمونتادا كامب نو الأسطورية (6-1) قلبت الموازين وجعلت المواجهة أيقونة. غير أن مبابي أعاد كتابة الفصول في 2021 بثلاثية تاريخية صعقت برشلونة، لتعود الأقدار وتؤكد أن باريس أصبح أحد أكبر عقده في العصر الحديث.

ميلان.. دروس إيطالية قاسية

بـ 4 انتصارات، يظل ميلان شاهداً على أن المدرسة الإيطالية تعرف كيف تعطل سحر التيكي تاكا. مباراة 2013 التي انتهت بثنائية نظيفة للروسونيري بقيت في الأذهان كواحدة من أكثر المواجهات تكتيكًا وصرامة، قبل أن يرد برشلونة في الإياب. ورغم ذلك، كل لقاء بين الفريقين كان بمثابة صراع بين فلسفتين، دفاع حديدي ضد هجوم إبداعي.

تشيلسي.. عداء لا ينتهي

تشيلسي أيضًا حقق 4 انتصارات، لكن ما يميز مواجهاته مع برشلونة هو الطابع الملحمي. من ليلة دروغبا في 2005، إلى هدف إنييستا الصاعق في ستامفورد بريدج 2009، ثم إقصاء برشلونة في 2012 بفضل هدف توريس القاتل، كلها لحظات تحولت إلى مشاهد سينمائية لا تُنسى. مواجهات البلوز والبرسا لم تكن مجرد مباريات، بل فصول مثيرة من رواية طويلة من العداء الكروي.

برشلونة فريق يعرف كيف يصنع البطولات، لكن هذه الأندية الأربعة صنعت تاريخه من زاوية أخرى: بايرن ميونيخ أعطى درسًا في الهيمنة، باريس سان جيرمان مثّل الوجه الجديد للطموح الأوروبي، ميلان جسّد عبقرية الدفاع الإيطالي، وتشيلسي كتب فصولًا مشحونة بالدراما.

هكذا يظل دوري الأبطال ساحة مليئة بالثأر والانتقام، حيث لا يكفي أن تكون عظيمًا، بل يجب أن تكون قادرًا على تجاوز خصوم يعرفون كيف يترصدون سقوطك.