تأهل تاريخي.. المغرب يفرض هيمنته في كأس العالم للشباب ويتصدر مجموعته على حساب إسبانيا والبرازيل

كتب السيد الأعرج 

كتب المنتخب المغربي للشباب واحدة من أعظم صفحاته الكروية بعدما حجز بطاقة العبور إلى دور الـ16 من كأس العالم للشباب وهو في صدارة مجموعته، في إنجاز وصفه المراقبون بالتاريخي، ليس فقط بسبب التأهل، ولكن لطريقة تحقيقه أمام أسماء كروية رنانة تمثل مدارس عريقة في اللعبة.

البداية جاءت قوية أمام المنتخب الإسباني، أحد أبرز المرشحين دائماً في بطولات الفئات العمرية، حيث تمكن شباب المغرب من فرض إيقاعهم طوال شوطي اللقاء، ليخرجوا بانتصار ثمين بهدفين دون مقابل. الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان إعلاناً مبكراً عن ميلاد جيل قادر على مواجهة أي خصم مهما كان وزنه.

الموعد الثاني حمل مواجهة أكثر صعوبة أمام البرازيل، مهد كرة القدم وصاحبة التاريخ الكبير في بطولات الشباب. ورغم تقدم المنافس في لحظات من اللقاء، فإن لاعبي المغرب أظهروا شخصية قوية، ونجحوا في قلب النتيجة لصالحهم بهدفين مقابل هدف، ليضمنوا العلامة الكاملة من مباراتين، ويثبتوا أن انتصارهم الأول لم يكن مصادفة عابرة.

تصدر المغرب مجموعته بهذا الشكل لم يكن أمراً متوقعاً لدى الكثير من المتابعين، لكنه جاء نتيجة عمل تكتيكي منظم، وانضباط عالٍ في الأداء، وروح قتالية عكست الطموح الكبير للاعبين والجهاز الفني. فالتأهل ليس فقط خطوة نحو الأدوار الإقصائية، بل رسالة إلى العالم بأن الكرة المغربية أصبحت حاضرة بقوة على كل المستويات، من المنتخب الأول الذي أبهر العالم في مونديال قطر، وصولاً إلى فرق الشباب التي تسير على نفس النهج.

الجماهير المغربية احتفلت بالإنجاز وكأنها أمام امتداد طبيعي لمسيرة النجاحات الأخيرة، فيما يرى المحللون أن هذا الجيل قد يشكل رافداً أساسياً للمنتخب الأول في المستقبل القريب. أما على أرض الملعب، فقد أثبت اللاعبون أنهم يمتلكون ما يكفي من شخصية وتجربة رغم صغر أعمارهم، ليجعلوا من المغرب رقماً صعباً في هذه البطولة.

ويبقى السؤال مفتوحاً أمام بقية المنافسين: هل يواصل شباب المغرب هذا التألق ويكتبون تاريخاً جديداً بالوصول إلى أبعد من دور الـ16، وربما مقارعة كبار العالم في الأدوار النهائية؟ ما هو مؤكد أن المنتخب المغربي للشباب لم يعد مجرد ضيف في البطولة، بل تحول إلى منافس شرس يخشاه الجميع.