
مورينيو: تشيلسي هو البيت الذي صنعت فيه التاريخ.. وأنا جزء من تاريخه إلى الأبد

كتب السيد الأعرج
في تصريح أعاد إشعال مشاعر جماهير كرة القدم، أكد المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو أن عودته إلى نادي تشيلسي ليست مجرد خطوة مهنية جديدة، بل هي عودة إلى المكان الذي يعتبره "البيت الأول" لمسيرته في عالم التدريب.
وقال "سبيشال وان" في كلماته التي حملت الكثير من الدلالات: "العودة إلى تشيلسي بالنسبة لي عودة إلى بيتي. هناك فزت بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي وكتبت جزءًا من التاريخ. تشيلسي جزء من تاريخي وأنا جزء من تاريخه."
مورينيو لم يكن مجرد مدرب عابر في تاريخ النادي اللندني، بل كان الرجل الذي غيّر ملامحه وصنع هويته الجديدة في كرة القدم الإنجليزية. فمنذ قدومه في عام 2004 قادمًا من بورتو بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا، فرض البرتغالي شخصيته الكاريزمية وأسلوبه التكتيكي الصارم، ليحوّل تشيلسي من فريق ينافس على المراكز المتقدمة إلى قوة ضاربة تهيمن على الدوري الإنجليزي الممتاز.
في فترته الأولى (2004–2007)، قاد مورينيو "البلوز" لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي مرتين متتاليتين، وهو إنجاز لم يسبق للنادي أن حققه في تاريخه، كما رفع كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة، ليضع حجر الأساس لمشروع تشيلسي الحديث. أما في عودته الثانية (2013–2015)، فقد أعاد الفريق إلى منصات التتويج مرة أخرى، وحقق لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في تاريخه مع النادي، ليؤكد أن بصمته لا تُمحى وأن نجاحاته لم تكن وليدة الصدفة.
وخلال سنواته مع تشيلسي، لم تكن إنجازاته مقتصرة على الألقاب فقط، بل شملت صناعة فريق ذهبي يضم أسماء مثل فرانك لامبارد، جون تيري، ديدييه دروجبا، وبيتر تشيك، لاعبين أصبحوا فيما بعد أساطير خالدة في تاريخ النادي، ولا تزال الجماهير تتذكر تلك الحقبة كأحد أزهى عصور تشيلسي.
اليوم، ومع كل تصريح يصدر عنه، يتجدد ارتباط جماهير "البلوز" بمدربهم التاريخي، الذي لا يزال بالنسبة لهم رمزًا للفخر والهوية الكروية. مورينيو بدوره يدرك حجم هذا الارتباط، ولذلك يؤكد دائمًا أن تشيلسي ليس مجرد محطة عمل في مسيرته، بل هو البيت الذي كوّن فيه شخصيته وصنع فيه المجد.
تصريحات مورينيو الأخيرة لا تُعد مجرد كلمات، بل هي بمثابة تجسيد لقصة عشق متبادل بين مدرب استثنائي ونادٍ صنع معه التاريخ، قصة ستظل حاضرة في ذاكرة كرة القدم الإنجليزية إلى الأبد.