.jpeg.jpeg)
الأهلي والزمالك.. القمة 131 مواجهة التاريخ والإثارة على استاد القاهرة
.jpeg.jpeg)
كتب السيد الأعرج
لا صوت يعلو فوق صوت القمة، ولا حديث في الشارع الكروي المصري يسبق مواجهة الإثنين المرتقبة، حين يصطدم الأهلي بغريمه التقليدي الزمالك على أرض استاد القاهرة الدولي في الجولة التاسعة من الدوري الممتاز موسم 2025 – 2026. مواجهة تحمل الرقم 131 في تاريخ لقاءات الدوري بين القطبين، لكنها هذه المرة تأخذ طابعاً خاصاً، فالوضع في جدول الترتيب يزيد من سخونة الأجواء، والتاريخ يفتح صفحاته لتضيف المباراة فصلاً جديداً في قصة الكلاسيكو الأشهر عربياً وأفريقياً.
الأهلي يدخل اللقاء وسط ضغوط جماهيرية لا تخطئها العين، بعد بداية متذبذبة في الدوري، لكنه استعاد جزءاً من الثقة بالفوز على حرس الحدود بنتيجة مثيرة (3-2). بهذا الانتصار رفع الفريق الأحمر رصيده إلى 12 نقطة وضعته في المركز الرابع بعد خوض 8 مباريات، فاز في 4 منها وتعادل في 3، بينما سقط في مواجهة واحدة أمام بيراميدز. أرقام الأهلي الهجومية تبدو جيدة نسبياً بعدما سجل 11 هدفاً، لكن دفاعه يظل تحت التساؤل بعدما استقبل 8 أهداف في الجولات السابقة، وهو ما يثير القلق قبل صدام ناري أمام هجوم الزمالك المتحفز.
أما الزمالك، فيعيش حالة مختلفة تماماً بعدما اعتلى صدارة جدول الدوري برصيد 17 نقطة جمعها من 8 مباريات. الفريق الأبيض نجح في تحقيق الفوز 5 مرات، وتعادل في مواجهتين، ولم يتذوق مرارة الهزيمة إلا مرة واحدة أمام وادي دجلة الصاعد حديثاً بنتيجة (2-1). الزمالك سجل 12 هدفاً ولم تستقبل شباكه سوى 4، وهو ما يعكس التوازن بين الهجوم والدفاع، ويجعله يدخل القمة بمعنويات مرتفعة وطموح الحفاظ على القمة.
لغة الأرقام بين الفريقين تبقى شاهدة على تاريخ طويل من الصراع. الأهلي والزمالك التقيا في الدوري 130 مرة، فاز الأحمر في 59 مواجهة، بينما حقق الأبيض 30 انتصاراً، وانتهت 41 مباراة بالتعادل. ورغم تفوق الأهلي عبر التاريخ، إلا أن نتائجه الأخيرة أمام الزمالك لم تكن على قدر الطموحات، إذ تعادل الفريقان في الدور الأول الموسم الماضي بهدف لكل فريق، قبل أن يخسر الأهلي إدارياً بثلاثية نظيفة في الدور الثاني بسبب عدم حضوره أرض الملعب، وهو ما يجعل جماهيره متعطشة لانتصار يعيد الهيبة أمام المنافس التقليدي.
الذاكرة تعود أيضاً إلى أول مواجهة بين الفريقين في موسم 1948 – 1949، حين انتهى اللقاء بالتعادل (2-2)، قبل أن يحقق الزمالك أول فوز في تاريخ الدوري بهدف نظيف. الأهلي لم يتأخر في الرد، إذ سجل أول انتصار له في موسم 1949 – 1950 بنتيجة (2-0). منذ ذلك الحين، تحولت مباريات القطبين إلى كرنفالات كروية تشد أنظار الملايين في مصر والوطن العربي، ويصعب معها توقع هوية الفائز مهما كانت الظروف.
القمة 131 تأتي في توقيت حساس لكلا الفريقين، فالأهلي لا يريد الابتعاد أكثر عن صراع القمة، ويسعى لتقليص الفارق والعودة سريعاً إلى دائرة المنافسة، بينما الزمالك يرى في الفوز وسيلة لتوسيع الفارق وتثبيت أقدامه في صدارة الدوري. وبين ضغوط الأهلي وطموح الزمالك، تصبح القمة مواجهة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا تعترف إلا بمن ينجح في استغلال تفاصيل صغيرة قد تحسم نتيجة لقاء يحمل في كل مرة نكهة مختلفة.
الجماهير تنتظر، الأجواء تشتعل، والأنظار كلها تتجه إلى استاد القاهرة الذي يستعد لليلة استثنائية جديدة، قد تعيد كتابة التاريخ أو تؤكد تفوق الحاضر. الأهلي والزمالك.. كلاسيكو لا ينتهي، وإثارة لا تموت.