الجمعة ٢٦ / سبتمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

كيف أعادت امرأة مغربية .. ديمبيلي إلى عرش المجد ؟

كيف أعادت امرأة مغربية  .. ديمبيلي إلى عرش المجد ؟


السقوط لا يعني النهاية، بل قد يكون لحظة التحول التي تغيّر كل شيء!

هذا ما أثبته  النجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، الذي عاد من على حافة الانهيار ليقف اليوم على منصة الكرة الذهبية، متوَّجًا كأفضل لاعب في العالم، بعد سنوات قضاها ملاحقًا بالإصابات، والانتقادات، والسلوكيات غير الاحترافية.

قصة عثمان ديمبيلي ليست مجرد قصة نجاح رياضي، بل قصة إنسانية عميقة .. عبرت بوضوح عن .. الانكسار، والإيمان، والإصلاح.

في وقتٍ قرر فيه العالم كتابة نهاية مسيرته، أعاد عثمان ديمبيلي كتابة بدايته، بدعم من امرأتين لم تبحثا عن الشهرة: أمه، وزوجته.

هذا التحول المذهل لم يصنعه الملعب وحده، بل بدأ خارج المستطيل الأخضر، وتحديدًا من قلب منزل هادئ تقوده امرأة مغربية مسلمة، قررت أن تؤمن به عندما تجاهلة الجميع

اسمها ريمة إيدبوش… الشريكة الصامتة في أعظم انتصار عرفه ديمبيلي في حياته.

 

من "موهبة ضائعة" إلى "أفضل لاعب في العالم"

 

قبل سنوات قليلة فقط، كان عثمان ديمبيلي يُعد أكبر خيبة أمل في برشلونة.

14إصابة عضلية خلال فترة قصيرة، أكثر من 780 يومًا قضاها بعيدًا عن الملاعب، تأخر مزمن عن التدريبات، إدمان لألعاب الفيديو، وسلوكيات غير منضبطة جعلت منه عبئًا داخل الفريق.

في كل مرة حاول النهوض، كان يتعثر مجددًا. وبينما بدأت الصحف تتحدث عن نهاية وشيكة لمسيرته، كانت نقطة التحول الحقيقية تنتظر خلف أبواب منزله… هناك حيث بدأت قصة إعادة الإحياء.

 

ريمة إيدبوش… امرأة اختارت الظل وصنعت النور


في عام 2021، أعلن ديمبيلي زواجه من ريمة إيدبوش، شابة مغربية تنتمي إلى بيئة محافظة، كانت قد اشتهرت على وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم محتوى يعكس القيم الإسلامية ونمط الحياة المحتشم.

بعد الزواج، اتخذت ريمة قرارًا حاسمًا: الابتعاد عن الأضواء. أغلقت حساباتها، توقفت عن الظهور، وكرّست حياتها لدعم زوجها بعيدًا عن الكاميرات. لم يرَها الجمهور، لكن تأثيرها كان حاضرًا بقوة في كل خطوة من خطوات ديمبيلي الجديدة.

ريمة لم تكن مجرد "زوجة نجم"، بل كانت ركيزة نفسية وروحية، ساعدته على الانضباط، ووفرت له بيئة مستقرة وهادئة، انعكست مباشرة على شخصيته وأدائه داخل الملعب.

إعادة البناء: التغيير بدأ من الداخل

 لم يكن التحول الذي شهده ديمبيلي سطحيًا أو لحظيًا.

فمنذ ارتباطه بريمة، بدأ في إعادة هيكلة كاملة لنمط حياته:

 استأجر أخصائي تغذية يعيش معه بدوام كامل.

خضع لبرامج علاج وتأهيل جسدي لمنع الإصابات المتكررة.

قلّل من نشاطه الرقمي، وابتعد عن السهر والأجواء الفوضوية.

بات أكثر التزامًا داخل غرفة الملابس وخارجها.

وُلدت له طفلة، اختار مع زوجته عدم الكشف عن اسمها احترامًا للخصوصية، ويُشير إليها دائمًا بـ"الكتالونية" كونها وُلدت في برشلونة.

تغير كل شيء… حتى لغة جسده على أرضية الملعب.

أصبح يركض، يدافع، يضغط، يقاتل، يُلهم، ويقود. الجماهير التي اعتادت انتقاده، باتت تُصفّق له واقفة، وتصفه بـ"اللاعب الجديد".

باريس سان جيرمان… حيث تحوّل "الصبي" إلى "رجل"

في باريس سان جيرمان، لم يكن الطريق سهلاً، خاصة مع حجم التحديات داخل نادٍ يعج بالنجوم.

لكن ديمبيلي وصل إلى العاصمة الفرنسية أكثر نضجًا واتزانًا. لم يكن ذلك اللاعب المتردد أو المتهور، بل نجمًا يعرف تمامًا ما يريد، وكيف يحققه.

أصبح من أعمدة الفريق، لاعبًا يُعوّل عليه في المباريات الكبيرة، ومحترفًا يُحتذى به داخل غرفة الملابس.

تحوّل من عبء إلى قائد، ومن مشروع فاشل إلى مشروع أسطورة 

فاطيماتا ديمبيلي… الأم التي لم تتخلَّ

في خلفية هذا الصعود، كانت هناك شخصية أخرى لا يمكن تجاهلها: فاطيماتا ديمبيلي، والدة عثمان، و"المدير الرياضي" الحقيقي في حياته منذ طفولته.

من غرب إفريقيا إلى ضواحي فرنسا، ثم إلى دورتموند وبرشلونة، كانت فاطيماتا دائمًا في الواجهة، تدير مفاوضات، وتوجّه الاختيارات، وتؤمن بإمكانات ابنها.

بعد تتويجه، قالت لصحيفة لو باريزيان: 

"لطالما حلم باللعب في برشلونة، لكن الكرة الذهبية؟ لم نتخيّلها… رغم أنني كنت أعلم أنه قادر على ذلك".

أما ديمبيلي، فانهار بالبكاء على المسرح، وقال أمام العالم:

أمي وقفت معي عندما تخلى الجميع عني… وهذه الجائزة لها أولًا".

دروس ما بعد التتويج: من الظل يولد النور

وربما لا تعرف الجماهير  الكثير عن  المغربية ريمة إيدبوش، وربما لم يراها في البرامج ولا على أغلفة المجلات، لكنها اليوم تُعد واحدة من أهم الشخصيات في مشوار ديمبيلي، وصاحبة الفضل في عودته إلى الحياة.

النهاية؟ لا… البداية الحقيقية

 

الكرة الذهبية قد تكون تتويجًا لمسيرة، لكنها في حالة ديمبيلي بداية جديدة.

بداية لنجم لم يكتفِ باستعادة مستواه، بل أعاد اختراع نفسه، وصار يُضرب به المثل في التحول والانضباط.

ومن رحم الألم، كتبت هذه القصة التي تُثبت أن المجد لا يصنعه الموهوبون فقط، بل من يعرفون كيف ينهضون… ومن يملكون امرأة تؤمن بهم بصمت، وتقاتل من أجلهم من وراء الستار.

موضوعات ذات صلة