
مواجهات نابولي ومانشستر سيتي في دوري الأبطال.. تاريخ قصير وحكايات مثيرة
.jpeg)
كتب السيد الأعرج
عندما نتحدث عن دوري أبطال أوروبا، فإن المواجهات التي تجمع بين كبار القارة تظل دائمًا محط أنظار الجماهير وعشاق كرة القدم حول العالم. ومن بين تلك المواجهات التي تحمل نكهة خاصة، تأتي لقاءات نابولي الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي، رغم أن تاريخها في البطولة الأوروبية ليس طويلًا، إلا أنه حافل بالإثارة والندية.
حتى الآن، التقى الفريقان في أربع مناسبات ضمن دوري الأبطال، نجح مانشستر سيتي في الفوز بمباراتين، بينما خطف نابولي فوزًا وحيدًا، وكان التعادل حاضرًا مرة واحدة فقط. وعلى مستوى الأهداف، يتفوق الفريق الإنجليزي بثمانية أهداف مقابل ستة للفريق الإيطالي، ما يعكس قوة المنافسة وتقارب المستويات بين الطرفين في أغلب الأوقات.
أول مواجهة جمعت بين نابولي ومانشستر سيتي جاءت في دور المجموعات لموسم 2011 – 2012، حينها كان السيتي يعيش بداياته الأوروبية بعد ثورة التغيير والاستثمارات الكبيرة. المباراة الأولى على ملعب الاتحاد انتهت بتعادل مثير بهدف لمثله، حيث سجل إدين دزيكو هدف التقدم لأصحاب الأرض قبل أن يخطف نابولي التعادل عبر المهاجم الكوري الجنوبي بارك جي-سونغ.
المواجهة الثانية في نفس المجموعة كانت أكثر سخونة على ملعب "سان باولو" في نابولي، حين تمكن الفريق الإيطالي من حسمها لصالحه بهدفين مقابل هدف، بفضل تألق نجم هجومه إدينسون كافاني الذي سجل ثنائية تاريخية، بينما جاء هدف السيتي الوحيد عن طريق ماريو بالوتيلي. ذلك الانتصار رسخ صورة نابولي كفريق قادر على مقارعة الكبار في البطولة القارية.
بعد سنوات، تجدد الموعد في نسخة 2017 – 2018، ولكن هذه المرة كان مانشستر سيتي قد أصبح فريقًا مرعبًا تحت قيادة بيب غوارديولا، وبات أحد المرشحين الدائمين للتتويج باللقب. في مباراة الذهاب على ملعب الاتحاد، فرض السيتي سيطرته وفاز بهدفين مقابل هدف، حيث تألق كل من رحيم ستيرلينغ وغابرييل جيسوس، فيما أحرز نابولي هدفه الوحيد عبر دريس ميرتنز.
أما مباراة العودة في إيطاليا، فكانت واحدة من أكثر المباريات إثارة، حيث انتهت بفوز مانشستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدفين. سجل للنادي الإنجليزي كل من نيكولاس أوتامندي، جون ستونز، سيرجيو أغويرو ورحيم ستيرلينغ، بينما سجل نابولي هدفين عن طريق لورينزو إنسيني وجورجينيو. هذه المباراة أكدت الفوارق الكبيرة التي أحدثها غوارديولا في أداء فريقه، وجعلت السيتي يخرج بجدارة من واحدة من أصعب المجموعات.
رغم أن حصيلة المواجهات بين الفريقين محدودة، فإنها تعكس مسارًا مميزًا في تاريخ كل نادٍ بدوري الأبطال. نابولي، بفلسفته الهجومية وشغف جماهيره، لطالما كان خصمًا صعبًا على أي فريق أوروبي يزور ملعبه، بينما مانشستر سيتي رسخ مكانته كقوة كبرى في العقد الأخير، لا يكتفي بالمشاركة بل يسعى دومًا للمنافسة على اللقب.
ومع استمرار تطور الفريقين وتواجدهما الدائم بين كبار القارة، تبقى مواجهة نابولي ومانشستر سيتي في أي نسخة قادمة من دوري الأبطال واحدة من اللقاءات التي ينتظرها الجمهور بشغف، لما تحمله من صراع تكتيكي بين المدرسة الإيطالية العريقة والفكر الإنجليزي الحديث المدعوم بلمسات غوارديولا.