
المعركة الأخيرة.. هل يخسر ميسي أمام جنون رونالدو؟
.webp)
كتب السيد الأعرج
لم يعد صراع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مجرد تنافس كلاسيكي على الأرقام والألقاب، بل تحوّل اليوم إلى حرب مفتوحة على النفوذ والتأثير، حرب قد تكون الأخيرة في قصة امتدت لعقدين وأشعلت العالم. لكن هذه المرة لا يتعلق الأمر بمن يسجل أكثر، أو من يفوز بدوري الأبطال، بل بمن يستطيع تحويل وجوده إلى صناعة قائمة بذاتها. وهنا يبرز السؤال الجدلي: هل ينجح رونالدو في اختراق المستحيل بينما اكتفى ميسي بالطريق السهل؟
ميسي.. اللاعب الذي وجد الأرض ممهدة
عندما هبط ميسي إلى الولايات المتحدة، بدا وكأنه زلزال إعلامي. الجميع يتحدث عن "تأثير ميسي"، عن ارتفاع أسعار التذاكر، عن صفقات البث مع "آبل"، وعن ملايين الجماهير التي بدأت تتابع الدوري الأمريكي. لكن الحقيقة المرة التي لا يريد البعض الاعتراف بها أن ميسي لم يصنع كل ذلك وحده. لقد وجد أرضًا مجهزة، سوقًا ضخمًا، إعلامًا جاهزًا، وبطولة تمتلك بالفعل بنية تحتية تجارية هائلة.
ميسي لم يبدأ من الصفر. بل استثمر في منتج كان على وشك الانفجار. نعم، نجح في تضخيمه، لكن هل كان سيملك نفس القوة لو ذهب إلى مكان بلا جمهور وبلا زخم؟ أم أن نجاحه هناك كان مضمونًا منذ اللحظة الأولى؟
رونالدو.. اللاعب الذي يغامر بسمعته
على الطرف الآخر يقف كريستيانو رونالدو، الرجل الذي قرر أن يلعب بالنار. لم يذهب إلى الدوري الآسيوي الأقوى، بل إلى بطولة مستحدثة اسمها "دوري أبطال آسيا 2"، بطولة لا يهتم بها حتى كثير من جماهير القارة. هنا يبدأ الجدل: هل فقد رونالدو عقله أم أنه يكتب صفحة عبقرية جديدة؟
رونالدو يواجه المستحيل. إنه لا يقدم نفسه نجمًا في بطولة جذابة، بل يحاول أن يجعل البطولة جذابة بسببه هو. يقول للعالم: "أنا أكبر من المنصة، أنا الذي أصنع الاهتمام." السؤال هنا: هل ستجلس الملايين لمشاهدة النصر يلعب ضد فرق من طاجيكستان وأوزبكستان؟ وهل يمكن لشخص واحد أن يخلق بطولة من العدم؟
الحقيقة الصادمة.. المعركة خارج الملعب
الجدل الأكبر أن هذه المعركة لا علاقة لها بكرة القدم نفسها. لا بالأهداف ولا بالبطولات. القضية الآن: من يملك التأثير الأكبر على صناعة كرة القدم عالميًا؟ ميسي الذي سار في طريق ممهد ومدعوم بأضخم شركة تكنولوجية في العالم، أم رونالدو الذي يقاتل وحيدًا في بطولة لا أحد يعرفها، ويحاول أن يحولها إلى حدث عالمي فقط بقوة اسمه؟
إذا نجح رونالدو.. النهاية محسومة
لو نجح رونالدو في مهمته المستحيلة، فإن الجدل سيتوقف. سيكون قد أثبت أن تأثيره يتجاوز الأندية والبطولات. أنه قادر على تحويل "تراب كروي" إلى ذهب خالص. عندها لن ينفع ميسي تاريخه في أوروبا ولا ألقابه، لأن رونالدو سيكون قد أضاف بعدًا جديدًا لا يمكن مقارنته. أما إذا فشل، فسوف يقول أنصار ميسي: "لقد حاول وانهار، بينما ميسي عرف أين يضع نفسه."
الخلاصة
المعركة الأخيرة بين رونالدو وميسي ليست بالأهداف، ولا حتى بالألقاب. إنها صراع على الإرث: إرث من يصنع اللعبة خارج الملعب. ميسي سلك الطريق الذكي، رونالدو اختار الطريق المستحيل. وفي النهاية، قد يكتب التاريخ أن الأسطورة التي غامرت وربحت صنعت مجدًا لا يُمحى، أو أنها أحرقت نفسها بحثًا عن لقب "الأعظم".
هل تعتقد أن رونالدو قادر فعلًا على تحويل بطولة مجهولة إلى حدث عالمي، أم أن ميسي سيبقى "الأكثر ذكا
ءً" في اختيار أرض معركته؟