
ليفربول الجديد: سلوت يصنع فريقاً شرساً وهجومياً ودفاعياً

كتب السيد الأعرج
يعيش ليفربول هذا الموسم مرحلة جديدة من التطور التكتيكي بقيادة مدربه الهولندي آرني سلوت، الذي أعاد رسم ملامح الفريق بشكل دقيق، ليصبح أكثر شراسة على المستويين الهجومي والدفاعي معاً. البداية المثالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بتحقيق أربعة انتصارات متتالية، لم تجعل الفريق يصل بعد إلى أقصى درجات الانسجام، وهو ما يفسر حرص سلوت على استمرار تعديل خطوط اللعب وتوزيع المسؤوليات بين اللاعبين، سواء القدامى أو الوافدين الجدد.
الخط الهجومي، الذي يقوده فلوريان فيرتز، هوغو إكيتيكي وألكسندر إيزاك، لا يزال في طور التكوين، لكن هذه المرة لا يقتصر الأمر على تطوير القوة الهجومية، بل يشمل تدريب هؤلاء اللاعبين على تحمل المسؤوليات الدفاعية، لتصبح كل خطوة لهم في الملعب متوازنة بين الهجوم والضغط على الخصم عند فقدان الكرة.
في الموسم الماضي، كان الفريق يعتمد عند التراجع على كتلة متوسطة من نوع 4-2-4، مع تقدم لاعب الرقم عشرة بجانب المهاجم، بينما يبقى محمد صلاح ولويس دياز في مواقع هجومية مرتفعة، ما يسمح للأجنحة بقطع التمريرات نحو الأطراف ومنع الخصم من التقدم عبر وسط الملعب.
هذا الموسم، أصبح الفريق أكثر مرونة في الدفاع، ويتحول غالباً إلى شكل 4-3-3 متدرج عند فقدان الكرة. الرقم عشرة الجديد، فلوريان فيرتز، يستمر في الاندفاع نحو خط آخر الدفاع مع المهاجم، بينما يبقى صلاح مرتفعاً على الجهة اليمنى. الاختلاف الملحوظ هو الدور الدفاعي الذي يلعبه كودي جاكبو، الذي يتراجع من الجناح الأيسر ليضيف طبقة دفاعية إضافية في خط الوسط، ما يعزز التوازن بين الدفاع والهجوم ويجعل الضغط عالي المستوى أكثر فاعلية.
النتيجة واضحة على أرض الملعب. ليفربول أصبح فريقاً متكاملاً، قادرًا على شن هجمات مرتدة سريعة مع الحفاظ على صلابة دفاعية لا تترك أي فراغات، وهو ما يضاعف صعوبة مهمة الخصوم في التعامل مع الفريق. سلوت لم يغير فقط تكتيك الفريق، بل أعاد تعريف هوية ليفربول في كل مباراة، ليصبح فريقاً هجوميًا شرسًا ودفاعيًا منظمًا، يتسم بالمرونة والتوازن، ما يجعل المنافسين أمام تحدٍ مستمر في كل لحظة من
المباراة.