الخميس ١١ / سبتمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

صراع جديد يشعل المدرجات الافتراضية: جدل عقيم بين جماهير برشلونة وريال مدريد يتحول إلى “ترند عالمي

صراع جديد يشعل المدرجات الافتراضية: جدل عقيم بين جماهير برشلونة وريال مدريد يتحول إلى “ترند عالمي

كتب السيد الأعرج 


من جديد، تتحول المنافسة بين ريال مدريد وبرشلونة من المستطيل الأخضر إلى فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه المرة على خلفية نقاش غريب يتعلق بمسألة الملاعب وسعتها الجماهيرية، ليتحول الموضوع إلى مادة للسخرية والاتهامات المتبادلة بين عشاق الناديين.


القصة بدأت بتغريدة انتشرت على نطاق واسع، جاء فيها أن بعض الأندية الإسبانية تستعد للاعتراض على خوض مبارياتها أمام برشلونة في ملعب يوهان كرويف، الذي لا يتسع سوى لـ6000 مشجع، في حين لم يُبدِ أحد أي اعتراض عندما خاض ريال مدريد مبارياته سابقًا في ملعب دي ستيفانو ببلدية فالديباس بسعة 5600 متفرج فقط. الطرح بدا وكأنه يستهدف جماهير البلوغرانا بشكل مباشر، لكن الردود فتحت أبوابًا أكبر للنقاش والجدل.


ما تجاهله كثيرون هو أن مباريات ريال مدريد في ملعب دي ستيفانو جرت خلال فترة جائحة كورونا، وهي مرحلة استثنائية لم يكن مسموحًا فيها للجماهير بالتواجد في المدرجات، ما جعل سعة الملعب وقتها بلا أي قيمة فعلية. هذه النقطة البسيطة كفيلة بنسف “الحجة” المطروحة، لكنها لم تمنع اندلاع معركة افتراضية بين أنصار الطرفين.


المثير أن النقاش لم يتوقف عند حدود السعة الجماهيرية، بل امتد إلى التشكيك في نزاهة القرارات الكروية الإسبانية، وصولًا إلى اتهامات بتحريف وقائع تاريخية وإعادة صياغتها بما يخدم رواية هذا الطرف أو ذاك. وهنا تطرح علامات استفهام أوسع: كم من المعلومات التي تصل إلى الجماهير العربية عبر الحسابات الإسبانية هي دقيقة وموثوقة؟ وكم منها يتم تمريره تحت غطاء “الحرب الإعلامية” بين الناديين؟


اللافت أن الجدل يعكس عقلية متناقضة: جماهير برشلونة ترى أن هناك استهدافًا مقصودًا لفريقها، في حين يرد جمهور ريال مدريد بأن هذه الادعاءات ما هي إلا “فزاعة” للهروب من الواقع. وبين الطرفين، تضيع الحقائق البسيطة، ويُستغل الجدل لإشعال الفتنة الإلكترونية وتحويل النقاش إلى “ترند” يحصد تفاعلات ضخمة.


الخلاصة أن ما يجري يوضح حجم التلاعب بالعاطفة الجماهيرية، وكيف يمكن لمعلومة مبتورة أو مقارنة مضللة أن تتحول إلى سلاح دعائي يعمّق الانقسام ويؤجج الصراع. وهنا تبرز الحاجة لوعي أكبر لدى المتابع العربي، ليس فقط في قراءة ما يُنشر، بل في القدرة على التمييز بين ما هو منطقي وموضوعي وما هو مجرد ضجيج لإثارة التفاعل.


هذا النقاش لن يكون الأخير، فطالما ظلّ ريال مدريد وبرشلونة في دائرة الصراع التاريخي، ستبقى مثل هذه القضايا “السطحية” وقودًا لمعركة إعلامية تصنع الجدل وتتصدر قوائم ا

لبحث عالميًا.


موضوعات ذات صلة