خوان غارسيا.. الحارس الذي تحوّل إلى صوت القيادة في برشلونة

كتب السيد الأعرج 

منذ لحظة دخوله أسوار الكامب نو، لم يكتفِ خوان غارسيا بدور الحارس الجديد، بل فرض نفسه بسرعة كصوت يعلو في غرفة الملابس وركيزة تطمئن الدفاع داخل المستطيل الأخضر. لم يعد مجرد اسم يُضاف إلى قائمة الفريق، بل أصبح رمزًا لصلابة برشلونة في أصعب المواقف.

غارسيا جاء ليكسر الصورة المهتزة لحراسة مرمى البارسا في الموسم الماضي، وقدّم نموذجًا للحارس الذي يجمع بين سرعة رد الفعل والجرأة في الخروج من منطقته، ما جعل خط الدفاع أكثر هدوءًا وثقة. في مواجهة رايو فاليكانو، قدّم ليلة استثنائية بتصدياته الخمس التي منعت الهزيمة، لينال جائزة أفضل لاعب في المباراة ويؤكد أنه ليس مجرد بديل بل "منقذ" حقيقي.

لغة الأرقام تدعمه: 270 دقيقة لعب، نسبة تصديات وصلت إلى 75%، وشباك نظيفة في مباراة واحدة. لكن القيمة الأبرز تتجاوز الأرقام، فهي تكمن في حضوره الذهني وقراءته المسبقة لهجمات الخصوم، إضافة إلى دقة تمريراته التي قاربت 80%، ليصبح عنصرًا أساسيًا في بناء الهجمة من الخلف، لا مجرد حارس مرمى تقليدي.

اللافت أكثر هو شخصيته داخل المستطيل. لا يكتفي بإيقاف الكرات أو إبعاد العرضيات، بل يفرض هيبته ويوجه زملاءه بثقة، ما جعل المدرب هانز فليك يتنفس الصعداء بعد أشهر من القلق في هذا المركز.

صحيفة "سبورت" وصفت الأمر بوضوح: غارسيا يمتلك الموهبة والمهارة، لكنه يضيف عليها النضج والشخصية التي تجعل منه "قائدًا في المرمى". لذلك لا يُنظر إليه اليوم كصفقة عابرة، بل كحجر أساس يُبنى عليه مشروع برشلونة الباحث عن العودة إلى ق

مة أوروبا.