
العقم التهديفي يضرب الدوري المصري : أزمة هجومية تلوح في الأفق

الأهلي ينضم إلى قائمة الفرق الصائمة
ألقى التعادل السلبي بين الأهلي وغزل المحلة، بظلاله على ظاهرة مقلقة باتت تفرض نفسها بقوة على النسخة الحالية من الدوري المصري الممتاز "دوري نايل"، وهي ظاهرة "العقم التهديفي"، التي أصبحت عنوانًا بارزًا للجولات الأولى من المسابقة.
فبفشل الأهلي في التسجيل خلال مواجهة المحلة، إنضم الفريق الأحمر إلى قائمة طويلة من الأندية التي عجزت عن زيارة الشباك في مباراة واحدة على الأقل هذا الموسم، ليصبح الفريق رقم 19 من أصل 21 فريقًا يعاني من هذه الأزمة.
أرقام صادمة بعد 4 جولات
حتى الآن، وبعد اقتراب نهاية الجولة الرابعة، أقيمت 65 مباراة في البطولة، لم يُسجل خلالها سوى 53 هدفًا فقط، وهو رقم يعكس تراجعًا حادًا في الفاعلية الهجومية، حيث يبلغ متوسط التسجيل في المباراة أقل من هدف واحد.
ورغم أن البطولة هذا الموسم تُعد الأكبر من حيث عدد الفرق المشاركة، فإن الحصيلة التهديفية جاءت مخيبة للآمال، وأثارت تساؤلات حول جودة الخطوط الأمامية في أغلب الأندية، وكذلك فاعلية الخطط الفنية التي ينتهجها المدربون.
استثناء وحيد: المصري ومودرن سبورت ينجوان من الظاهرة
وسط هذا التراجع العام، يبرز فريقان فقط كسيناريو استثنائي مختلف: المصري البورسعيدي ومودرن سبورت، حيث نجح كل منهما في التسجيل في جميع المباريات التي خاضها حتى الآن، ليحتفظا بسجل هجومي نظيف، ويبرزا كأقوى خطوط الهجوم في الدوري حتى اللحظة.
ويراهن الفريقان على مواصلة هذا الأداء المميز خلال مواجهاتهما القادمة، إذ يواجه مودرن سبورت فريق بيراميدز في لقاء مرتقب مساء اليوم، بينما يلتقي المصري البورسعيدي مع حرس الحدود غدًا، في محاولة للحفاظ على تفوقهما الهجومي.
أزمة تتطلب حلولًا فنية عاجلة
يرى عدد من المحللين الفنيين أن ما يحدث لا يمكن اعتباره صدفة، بل هو نتيجة مباشرة لأداء تكتيكي يميل إلى التحفظ والدفاع من جانب معظم الفرق، إلى جانب غياب المهاجمين أصحاب اللمسة الأخيرة، وضعف التنسيق بين خطوط اللعب.
ويحذر البعض من استمرار هذه الأزمة، لما لها من تأثير سلبي على المتعة الكروية، فضلاً عن تأثيرها المحتمل على فرص الأندية المصرية في المشاركات القارية، حيث تكون الفاعلية الهجومية عاملاً حاسمًا في حسم المباريات الكبرى.
أرقام تُقرع جرس الإنذار
مع استمرار نزيف الأهداف في بطولة بحجم الدوري المصري، ومع وجود 19 فريقًا عجزوا عن التسجيل في مباريات سابقة، أصبح من الضروري دق ناقوس الخطر. فالأمر لم يعد مجرد تراجع في النتائج، بل أصبح يعكس أزمة فنية شاملة، تستدعي مراجعة عميقة من الأجهزة الفنية والإدارية للأندية.