موسى البطران يكتب: من المسؤول عن خسارة منتخب السلة في إفريقيا ؟
لم تكن الخسارة الثقيلة التي مُني بها منتخبنا الوطني لكرة السلة أمام الكاميرون، وإقصاؤه من الدور ربع النهائي، مفاجأة غير متوقعة للكثيرين من المهتمين والمتابعين للعبة كرة السلة، خاصة وأن آخر مرة وصل فيها منتخب السلة المصري إلى الدور نصف النهائي كانت منذ 12 عامًا، في البطولة الإفريقية التي أُقيمت في كوت ديفوار، واكتفينا فيها بالتأهل للمباراة النهائية التي خسرناها أمام أنغولا!
لكن المفاجأة الحقيقية هي تلك الخسارة الثقيلة، الخسارة بفارق 27 نقطة (95 / 68)... ما هذا التناقض الرهيب؟! وماذا حدث للاعبي المنتخب المصري في هذه المباراة التي كان الجميع يتوقع أن يجتازها المنتخب المصري ويتأهل إلى المربع الذهبي للبطولة الإفريقية، ليصبح مؤهلًا لخوض التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم القادمة 2026؟
لا شك أنها خسارة تثير العديد من علامات الاستفهام... فهل هذا المنتخب بلاعبيه وجهازه الفني هو الذي حقق، منذ أيام قليلة وفي نفس البطولة، الفوز على منتخبات كل من: السنغال، ومالي، وأوغندا، وبفارق كبير من النقاط؟!
بل إن الأدهى من ذلك أن منتخبي السنغال ومالي نجحا في التأهل إلى الدور نصف النهائي وسيلتقيان معًا، بينما تلعب الكاميرون مع الفائز من مباراة أنغولا وكاب فيردي.
كل من شاهد وتابع المباراة يدرك جيدًا أن منتخبنا، في هذه المباراة أمام الكاميرون، كان لا حول له ولا قوة... لاعبو الكاميرون فعلوا كل شيء، في مواجهة لاعبين فقدوا الشغف في تحقيق الفوز والوصول إلى المربع الذهبي للبطولة الإفريقية.
والسؤال الآن:
من يتحمل
مسئولية هذه الخسارة الثقيلة؟
قد يتبادر إلى أذهان الغالبية أن المسئولية تقع على عاتق الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني محمد الكرداني، واللاعبين أنفسهم، على أساس أن الجهاز الفني لم يُحسن تأهيل اللاعبين نفسيًا لخوض هذه المنافسة القوية...
وأن اللاعبين أنفسهم خَدَعهم الفوز في ثلاث مباريات متتالية وتصدرهم للمجموعة الرابعة، وهنا تكون الثقة الزائدة، التي قد تصل إلى درجة الغرور، سببًا في هذه الخسارة الثقيلة!
ولكني شخصيًا أرى أن الأسباب أكبر وأعمق بكثير... بل إنها تتخطى مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة السلة الجديد، برئاسة عمر مصلي، وأيضًا عدد كبير من الاتحادات السابقة.
وأنا هنا لا أُعفي من المسئولية المطلقة كل مجالس إدارات الاتحاد التي تولت المهمة على مدار العشرين سنة الماضية... وقد تكون مسئوليتها الحقيقية أنها لم تبتكر أي أفكار جديدة للنهوض بكرة السلة المصرية، "اشتغلوا على قَديمُه"، بل زاد الطين بلة أنهم طبقوا نظام الاحتراف دون أي معايير أو تقنين يسمح بتطوير اللعبة!
يا عزيزي...
المشكلة ليست في محمد الكرداني، أو كونه مدربًا لم يحصل على الخبرة الإفريقية الكاملة في إدارة منتخب بحجم المنتخب المصري... والله لو جبت "هيريرا السلة"، لكان مصيره نفس مصير الكرداني!
المشكلة أننا ما عندناش عدد كبير من اللاعبين المحترفين، وما عندناش نظام يسمح للاعبين الصغار بأنهم يشقوا طريقهم نحو الاحتراف مبكرًا، تحت سمع وبصر اتحاد اللعبة.
كثير من اللاعبين المصريين الآن سافروا للدراسة في أمريكا عن طريق منح كرة السلة، ولكن هذه المنح كانت من خلال أولياء أمورهم، وبعيدًا عن أنديتهم واتحاد اللعبة، وعلشان كده محدش عارف يتواصل معاهم.
عايز أقول حاجة مهمة:
إيه لازمة اللاعب المحترف اللي بتتعاقد معاه أندية الأهلي، والاتحاد السكندري، والزمالك، ومعظمهم بيلعب في مركز صانع الألعاب، وبيكون هو رقم واحد في تحقيق الفوز؟
أوعى تقولّي إن اللاعب المحترف ده بيزود شعبية اللعبة، أو بيرفع من مستوى اللاعبين، أو بيحقق للأندية عائدًا ماديًا كبيرًا...
يا عزيزي، مباريات السلة بتتلاعب من غير جمهور!
يا جماعة...
فكروا في طرق جديدة تنهضوا بيها بلعبة كرة السلة، بدل البكاء المستمر على اللبن المسكوب!