الأحد ٢٤ / أغسطس / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

بعد 665 يوم صمت.. لماذا تحدث محمد صلاح عن غزة الآن؟

بعد 665 يوم صمت.. لماذا تحدث محمد صلاح عن غزة الآن؟

كتبت: حنين جلال


أثار النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، جدلاً واسعاً بعد أن وجّه انتقاداً مبطناً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب صياغته الباهتة لنعي اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، المعروف بـ"بيليه"، الذي استشهد في غارة إسرائيلية على قطاع غزة.


صلاح اكتفى بتعليق مقتضب عبر منصة "إكس" قال فيه: "هل يمكن أن تخبرونا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟"، لكنه كان كافياً لإشعال موجة هائلة من التفاعل الدولي.


ضجة غير مسبوقة

التغريدة القصيرة لصلاح قلبت مواقع التواصل والإعلام الإنجليزي رأساً على عقب، إذ تجاوزت 950 ألف إعجاب و276 ألف إعادة نشر، ووصلت مشاهداتها إلى نحو 62 مليوناً خلال ساعات قليلة.

واعتبر ناشطون أن ما كتبه النجم المصري شكّل صوتاً صريحاً لمعاناة الفلسطينيين، ورسالة تضامن جاءت بعد صمت طويل.


صيام عامين.. لماذا الانتظار؟

منذ اندلاع الحرب على غزة قبل نحو عامين، واجه صلاح انتقادات بسبب التزامه الصمت أو الاكتفاء ببيانات عامة عن ضرورة إيصال المساعدات، لذلك جاء تساؤل الشارع العربي: لماذا احتاج 665 يوماً ليعبّر بشكل مباشر عن موقفه؟

تقديرات عديدة تشير إلى أن صلاح كان يخشى على مكانته وصورته في أوروبا، في ظل حساسية الموقف داخل الدوري الإنجليزي والضغط الإعلامي الموالي لإسرائيل.


تحولات في السياسة البريطانية

توقيت رسالة صلاح لم يأتِ من فراغ، إذ شهدت بريطانيا خلال الشهور الأخيرة تغيراً ملحوظاً في الخطاب السياسي والإعلامي تجاه حرب غزة، بعد تزايد أعداد الضحايا المدنيين وتوثيق جرائم الإبادة.


هذه الأجواء سمحت بفتح نقاش أوسع داخل البرلمان والإعلام البريطاني حول الانتهاكات الإسرائيلية، ما قد يكون منح صلاح مساحة أريَح للتعبير.


ما بعد التغريدة.. اختبار جديد

خطوة صلاح اعتُبرت جريئة ومؤثرة رغم تأخرها، لكنها تضعه الآن أمام اختبار جديد: هل يواصل الانخراط في قضايا إنسانية تمس ملايين العرب والفلسطينيين؟ أم يكتفي بهذه الرسالة العابرة؟

الجماهير العربية تنتظر أن تتحول هذه اللحظة إلى بداية جديدة، تعيد لصلاح مكانته كرمز رياضي عالمي يملك صوتاً مسموعاً في واحدة من أكثر القضايا عدلاً وإلحاحاً.

موضوعات ذات صلة