سمير البحيري يكتب : لماذا الهجوم على الزمالك الآن..؟!

يستغرب كثيرون، من حملة شوبير الممنهجة، ولجان الأهلي وعلاء صادق وتابعيه، على الزمالك، وارتفاع وتيرتها وصوت سعارها، بشكل غير مسبوق، في توقيت بداية الدوري؟!، خاصة جمهور الزمالك الواعي، الذي يدرك مصلحة ناديه ويحرص عليها، ويضعها فوق رؤوس الجميع، وليس مثل من يؤلهون مسؤوليهم ويعتبرونهم معصمون من الخطأـ ويسيرون في القطيع، يخونون كل من ينتقد اي سلبية في ناديهم.

الأهلي ومسؤوليه تعودوا، وعولوا دائما، على أن "رُُقاد" الزمالك ونومه وثباته أصبح مرض يلازمه، وهو انطباع وصل إليهم، بتكرار أخطاء مجالس إدارات سابقة للزمالك، أتت بعد مجلس كمال درويش، وهو ما كان يصب في مصلحتهم دائما، وحققوا مجدا ما كان سيتحقق لهم، لو لم يكن الزمالك في هذا الثبات العميق، حتى أنهم أطمئنوا لذلك تماما بأن الزمالك لن يُشفى من أمراضه، وسيبقى حلبة لصراغ دائمة على مسرح الأحداث، وهم يتسامرون ويضحكون ويسخرون لهذا الصراع الذي لاينتهي، ولم يعلموا أن لكل شيء نهاية.

جاء هذا الموسم مغايرا، بعد مرور عامين على انتخاب مجلس الإدارة الحالي، والذي ورث تركة ثقيلة، أجلت بعضا من طموحاته ومخططاته، ولا داعي لذكر ذلك الآن فهذا ليس موضوعنا.. المهم جاء الموسم وجماهير الزمالك كلها أمل بأن ينصلح الحال، ويملك الزمالك فريقا قادرا على أن يُعيد كرة القدم في النادي لسابق عهدها افريقيا ومحليا وعربيا، وهو ما فطن له المجلس، بأنه حان الوقت لإسعاد هذه الجماهير التي صبرت على السلبيات والأخطاء ممن سبقوا، ومن وجاءوا وويقودون النادي الآن

فطبيعي أن يصحى مجلس الإدارة، ويكون أو لايكون، فلا وقت بعد لتبرير الفشل ولاعذر عندهم بعد الآن، وبالفعل بدأوا في تغيير السياسة واهتدوا لطريق النجاج ومن أين يبدأ هذا الطريق،..، ولن يتأتى ذلك سوى بإعطاء العيش لخبازيه، عملا بالمثل الدارج ( إدي العيش لخبازيه لو هايكلوا نصه..).. وتم إسناد ملف الكرة لــ جون إدوارد واعطائه الثقة الكاملة دون أي تدخلات، لتكوين فريق يليق بإسم الزمالك، والذي ضم أفذاذا  على مر تاريخه جيلا بعد جيل، والحقيقة أن الرجل نجح في ضم لاعبين مميزين حتى الآن، وينتظر وجماهير الزمالك معه جني ثمار هذه التجربة.

بعد تكوين فريق محترم، راهن الجميع على أن الزمالك سيرواح مكانه ولن يكون منافسا بل لو حقق رابع المراكز سيكون إنجاز، وتوقعوا أن يلقى الزمالك أولى هزائمه على يد سيراميكا "القوي"، حتى أن مدرب ولاعبي هذا الفريق صدقوا أنفسهم، وأن الزمالك سيكون في المتناول ولقمة سائغة، سيبدأون بها وليمة الدوري، إلا انهم تفاجئوا بزمالك مختلف تماما من حيث الشكل والمضمون، على الرغم من أن التشكيلة التي بدأت ضمت 90% من لاعبي الموسم الماضي، وحقق الزمالك الفوز عكس توقعات من أجمعوا على خسارته، وأنه خارج المنافسة، ما بالك لو لعب الزمالك "فُل تيم" . وهو المنتظر في المباريات المقبلة، وسيكون للفريق شأن آخر.

طبيعي أن يزعج الأهلي ولجانه، وشوبير ولسانه، وعلاء صادق وكذبه وادعاءاته، بهذا التطور السريع وغير المتوقع في سياسات الزمالك، فمكا كان منهم إلا ان شنوا هجوما عنيفا عقب نهاية مباراة الزمالك وسيراميكا مباشرة، وهو أمر توقعه مسؤولو الزمالك وجماهيره، فالمهاجمون تعودوا على أن الزمالك يترك لهم الإشارة خضراء يمرون منها ذهابا وإيابا دون أي مقاومة، وأن المشاكل ستحاصر الزمالك وتقتل كل طموحاته في مهدها كما في الموسمين الآخرين وبالمناسبة هي مشاكل فنية، ناتجة عن إرث وجب التخلص منه أولا وهو ما جرى، وسيجرى للتخلص منه كليا، ولم يتوقعوا أنه الزمالك في النهاية.

الخوف من فوقان الزمالك، شبح طاردهم مع بداية الدوري، خاصة أنهم خرجوا من الموسم الماضي يجرون أذيال الخيبة، عكس الزمالك اللي خرج ببطولتين واحدة سوبر افريقي على حسابهم وأخرى كأس مصر على حساب بطل افريقيا، وفيما تم تتويجهم بدوري حرام بقرار ظالم، وما كان لهم أبدا، ومن يدري قد تصدمهم محكمة "كاس" وينتقل الدوري لمن يستحقه، في قابل الأيام بقرار، لكن هذه المرة بقرار مستحق.

نهاية الزمالك يدرك تمناما حجم الهجمة الشرسة، وكان يعلم حدوثها، ويعلم من يقف ورائها، ولن يهزه كل ذلك، ويسير في طريقه ومشروعه الذي رسمه، وحتما سينجح إن شاء الله، وعلى حد علمي لن يلتفت مجلس الإدارة لهذه الحملة، ولن يقف عندها طويلا.. فقط سيقاضي من يتطاول في حقه، ولن يسكت على حق النادي أبدا.

عاش الزمالك لجماهيره

سمير البحيري