الأحد ٢٤ / أغسطس / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

موسى البطران يكتب: حلال على اليد.. حرام على السلة!

موسى البطران يكتب:  حلال على اليد.. حرام على السلة!


لم تكن استقالة الكابتن عصام عبدالحميد من منصبه كمدير فني لفريق كرة السلة بنادي الزمالك مفاجئة كما يظن البعض، بل كانت النتيجة الطبيعية لمسلسل طويل من الإهمال، والتهميش، والتعامل مع اللعبة وكأنها مجرد عبء إضافي على كاهل النادي.

 

فمنذ أن وطأت قدما عبدالحميد أرض المهمة، كان يدرك جيدًا أنه أمام معركة فدائية أكثر منها رياضية، مهمة تكاد تكون مستحيلة في ظل بيئة لا تمنحه الأدوات، ولا توفر له أبسط مقومات النجاح. ومع ذلك، قَبِل التحدي، ليس بحثًا عن مجدٍ شخصي، بل وفاءً لنادٍ تربى بين جدرانه، وحقق له البطولات كلاعب ومدرب.

 

تعيين اضطراري ونوايا مبيتة

قرار تعيين عصام عبدالحميد لم يكن نابعًا من قناعة فنية، بل كان أشبه بـ"مرغما أخاك لا بطل". فالإدارة الحالية لم تكن على وفاق معه من الأساس، لكنها رأت فيه "كبش فداء" مثالي يمكن تحميله المسؤولية في حال الفشل المتوقع. هذا التعيين لم يُبْنَ على رؤية، بل على نية مسبقة بإخفاق المهمة، ما جعلها مجرد مرحلة مؤقتة في حسابات مجلس الإدارة.

 

سيجورا والإخفاق الكبير

لن ننسى التجربة المؤلمة مع المدرب الإسباني سيجورا، الذي تم التعاقد معه براتب شهري تجاوز 16 ألف دولار، ليكون البديل لوائل بدر صاحب الراتب المتواضع (50 ألف جنيه). ومع ذلك، لم يجلب سيجورا أي إضافة فنية، بل تكبد الزمالك على يديه هزائم مهينة، إحداها بفارق تجاوز الـ50 نقطة! فماذا كانت الحصيلة؟ صرف أموال طائلة دون مقابل، بينما تُطالب الفرق الأخرى بالتقشف والصبر على "الموجود".

 

الدعم الكامل لليد.. والتهميش للسلة

المفارقة المذهلة أن كرة اليد في الزمالك تنعم بدعم مالي لا محدود، وصل إلى أكثر من 12 مليون جنيه في صفقات هذا الموسم فقط، شملت 14 صفقة جديدة ومعسكرًا خارجيًا في اليونان. في المقابل، يُطلب من مدرب كرة السلة العمل بـ"العدة القديمة"، دون لاعبين جدد، ودون محترف أجنبي، ودون حتى توفير مسكن للاعبين المغتربين!

 

بل وصلت الأمور إلى حد مطالبة نائب رئيس النادي هشام نصر للمدرب بأن يمنح بعض لاعبي السلة لاستخدامهم في "صفقات تبادلية" لصالح فريق اليد، وكأن السلة لعبة بلا هوية، أو مجرد مستودع بشري يُستخدم لدعم الرياضات الأخرى.

 

إدارة بلا رؤية.. وميزانية بلا عدالة

المشهد يبدو واضحًا: تمييز فج في توزيع الميزانية، وتوجه إداري يُفضل كرة اليد على حساب السلة، رغم أن الزمالك هو نادٍ رياضي شامل، ومن المفترض أن تمنح كل الألعاب فرصًا متساوية للنهوض والمنافسة. لكن الواقع المؤسف يقول إن كرة السلة في الزمالك تُعامل كأنها لعبة "لقيطة"، بلا داعم أو ظهير أو حتى نية حقيقية في التطوير.

ولنا كلمة أخيرة 

ما حدث مع عصام عبدالحميد ليس مجرد قصة استقالة، بل جرس إنذار مدوٍ يكشف حجم الخلل الإداري، وسوء التقدير، وغياب العدل بين ألعاب النادي المختلفة. فإذا كان "حلال على اليد".. فلماذا هو "حرام على السلة"؟

سؤال نطرحه على مجلس إدارة الزمالك، قبل أن تتحول اللعبة العريقة إلى ذكرى من الماضي، ويُصبح الإصلاح مستحيلًا حتى على أمهر المدربين.

موضوعات ذات صلة