موسى البطران يكتب : صفقات المليار تثير الانقسام في الاهلي !
لا غرابة في أن يكون الاهلي هو اقوي المرشحين لحصد البطولات في الموسم الكروي الجديد، الذي ينطلق في الثامن من أغسطس الجاري، إلا ان واقع الامر يشير الي ان فريق الكرة الاهلي يعيش واحدة من أكثر فتراته اضطرابًا على الصعيد الداخلي، في ظل تصاعد موجة من الأزمات التي طفت على السطح عقب إتمام عدد من الصفقات الضخمة خلال فترة الانتقالات الصيفية، وعلى رأسها صفقة انضمام أحمد سيد "زيزو".
وعلى عكس ما كان متوقعًا، لم تكن هذه الصفقات بابًا لتعزيز الاستقرار الفني أو دعم الطموحات الجماهيرية، بل تحوّلت إلى فتيل أزمة داخل غرفة خلع الملابس، تهدد وحدة الفريق وتضع علامات استفهام كبيرة حول استراتيجية إدارة التعاقدات التي تنتهجها الإدارة الحمراء.
صفقات الاهلي المليارية
بحسب مصادر مطلعة، أنفقت إدارة الأهلي خلال فترة الانتقالات الحالية ما يزيد عن مليار جنيه مصري لتدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد، في خطوة بدت على الورق استثمارًا ضخمًا لمواصلة السيطرة المحلية والقارية، غير أن الواقع كشف عن عكس ذلك. فقد أثار انضمام "زيزو" — نجم الزمالك السابق — بعقد هو الأعلى داخل النادي، حالة من الغضب الصامت بين عدد من اللاعبين الأساسيين، الذين اعتبروا هذه الخطوة تجاهلًا لتضحياتهم الطويلة ومكانتهم داخل الفريق.
عدد غير قليل من اللاعبين بدأوا يطالبون بمساواتهم ماليًا مع الصفقات الجديدة، بينما أبدى آخرون رغبتهم في الرحيل، بعد شعورهم بالتهميش الفني وعدم وجودهم ضمن خطط المدير الفني للموسم الجديد.
العدالة غائبة !
تحدثت مصادر داخل النادي، رفضت الكشف عن هويتها، عن أجواء "مضطربة ومتوترة" تخيم على غرفة الملابس، نتيجة ما وصفه بعض اللاعبين بـ"غياب العدالة في توزيع العقود والمكانة داخل الفريق". وتشير الأنباء إلى أن أكثر من لاعب أساسي أعرب عن استيائه من سياسة النادي في إدارة ملف التعاقدات، لا سيما أن بعض الصفقات الجديدة لم تُثبت جدارتها الفنية بعد، ومع ذلك حصلت على امتيازات تفوق تلك التي يحصل عليها قادة الفريق المخضرمين.
صفقة زيزو ليست فنية فقط !
منذ الإعلان عن التعاقد مع زيزو، تصاعد الجدل داخل أروقة النادي. فرغم قيمته الفنية ومكانته الجماهيرية، إلا أن انضمامه للأهلي — قادمًا من الغريم التقليدي الزمالك — صاحبته تكهنات بأن الصفقة لم تكن فنية فقط، بل جاءت أيضًا لأهداف معنوية وتسويقية. لكن المقابل المالي الضخم الذي حصل عليه اللاعب وضع الإدارة في مرمى نيران الانتقادات، خاصة من داخل الفريق نفسه، حيث بدأت المطالبات بإعادة تقييم العقود، وهو ما لم يكن مطروحًا بنفس الحدة في المواسم السابقة.
غياب الرؤية .. أم سوء تقدير؟
وهنا تُطرح تساؤلات مشروعة الآن بين الجماهير والنقاد الرياضيين: هل وقعت إدارة الأهلي في فخ غياب الرؤية الفنية الواضحة؟ وهل تم التعاقد مع لاعبين بناءً على الأسماء فقط دون النظر لمدى ملاءمتهم للفريق فنيًا؟ فعدد من الأسماء المنضمة حديثًا لم تُقنع لا في الأداء خلال المباريات التحضيرية، ولا في سيرتها الفنية قبل الانتقال، ما زاد من فجوة الثقة بين الإدارة والجمهور من جهة، وبين الإدارة واللاعبين من جهة أخرى.
قلق جماهيري
الجماهير، التي طالما كانت حائط الصد الأول للدفاع عن الكيان، بدأت تعبّر عن قلقها على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع تواتر أنباء الانقسام الداخلي، وغياب التوازن النفسي داخل غرفة الملابس، وهو ما قد ينعكس مباشرة على نتائج الفريق في أولى جولات الدوري ودوري أبطال إفريقيا.
كلمة أخيرة
وتبقي لنا كلمة اخيرة .. فالرهان الأكبر الآن ليس على جودة الصفقات، بل على قدرة الجهاز الفني بقيادة المدير الفني والإدارة العليا في إعادة الانسجام داخل الفريق، ومعالجة التشققات النفسية التي ظهرت نتيجة تباين المعاملة بين اللاعبين. فالأهلي لا يُبنى فقط بالأموال، بل بالعدالة والانضباط والهوية الجماعية.
وإن لم يتم تدارك هذه الأزمات سريعًا، فإن الموسم، الذي بدأ بوعود كبيرة، قد يتحول إلى كابوس كروي... حتى قبل صافرة البداية.