الأحد ٢٤ / أغسطس / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

موسى البطران يكتب : إعلام الاهلي .. والخروج عن المهنية !

موسى البطران يكتب : إعلام الاهلي .. والخروج عن المهنية !


 

أحدث العدد الأخير من مجلة النادي الأهلي الرسمية عاصفة من الانتقادات، بعد أن حمل هجومًا حادًا وعبارات خارجة عن السياق المهني تجاه الإعلام الرياضي المصري.

ففي مقال للكاتب حامد عز الزين، وُصف الإعلام الرياضي بأنه "قليل الأدب مع سبق الإصرار والترصد"، في اتهام صريح أثار استياء العديد من العاملين في الوسط الإعلامي والرياضي، واعتبره متابعون انحرافًا واضحًا عن قيم المهنية والاحترام المتبادل.

المقال، الذي نُشر في مجلة تُعد الواجهة الإعلامية لنادٍ بحجم النادي الأهلي، لم يكن مجرد رأي فردي؛ بل جاء ضمن توجه عام بدا جليًا في العناوين الرئيسية للعدد، ومنها:

"لا تهاون.. ولا تفريط!"

"الأهلي بين رغبة وسام وطموح أمام عاشور"

"إلى هؤلاء الأفّاقين.. لا تنسوا هذه الشهادة"

هذه العناوين، بتعبيراتها الانفعالية والحادة، فتحت الباب أمام تساؤلات واسعة: هل فقد الإعلام الرسمي توازنه في مواجهة الانتقادات؟ وهل تجاوزت المجلة حدود النقد إلى خطاب تحريضي لا يليق بمؤسسة إعلامية تابعة لنادٍ عريق؟

وسط هذه الحملة، يبرز سؤال جوهري:

ما ذنب الإعلام الرياضي فيما آلت إليه الأوضاع داخل النادي الأهلي؟

 

هل دفع الإعلام أمام عاشور للمطالبة بتعديل عقده بما يتماشى مع عقود لاعبين آخرين مثل تريزيجيه وأحمد سيد "زيزو"؟

وهل كان للصحافة دور في تمرد وسام أبو علي ورفضه الاستمرار مع النادي؟

وهل تدخل الإعلام في قرار إدارة الأهلي المفاجئ بإقالة المدرب السويسري مارسيل كولر قبل نهاية عقده بـ14 شهرًا، رغم ما سيكلفه ذلك للنادي من تعويض مالي يبلغ حوالي 3.5 مليون دولار؟

الإجابات تشير بوضوح إلى أن ما يحدث داخل الأهلي هو نتيجة قرارات إدارية ومواقف لاعبين، وليست مؤامرات إعلامية كما حاولت المجلة أن توحي به.

ما صدر عن المجلة لا يمكن تفسيره إلا على أنه رد فعل انفعالي نابع من ضغط الأزمات المتتالية التي يمر بها النادي في الآونة الأخيرة. لكنه – في كل الأحوال – لا يبرر الخروج عن القواعد المهنية ولا يُعفي من المسؤولية.

 

في النهاية، على المؤسسات الإعلامية المرتبطة بالأندية أن تتعامل بحكمة واتزان، وأن تُفرّق بين الدفاع عن الكيان، وبين الانزلاق إلى خطاب الكراهية والانفعال، خاصة حين يتعلق الأمر بصحافة تخاطب جمهورًا واسعًا وتتحمل مسؤولية الكلمة.

موضوعات ذات صلة