تحليل: فيريرا يستلهم تجربة يايسله.. هل يكرر الزمالك نجاح أهلي جدة؟

✍️ محمد السعيد
يبدو أن المدرب البلجيكي الجديد لنادي الزمالك، يانيك فيريرا، يراقب ويتعلم من التجربة الناجحة للمدرب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لأهلي جدة، الذي قضى موسمين ناجحين في الدوري السعودي، تاركًا بصمة واضحة يمكن للزمالك الاستفادة منها.
نقاط التشابه.. تجربة جديدة وأصغر المدربين
تتشابه بداية فيريرا مع الزمالك مع بداية يايسله مع الأهلي السعودي في عدة نقاط.
فيايسله وصل إلى الدوري السعودي كأصغر مدرب أجنبي (35 عامًا) في أول تجربة له في المنطقة العربية وآسيا.
وبالمثل، يُعتبر فيريرا (44 عامًا) من أصغر المدربين الأجانب في الدوري المصري، وهذه هي تجربته الأولى في أفريقيا كمدير فني.
هذه التجربة تحمل تحديات كبيرة. عندما وصل يايسله، لم تكن الجماهير تثق به تمامًا بسبب صغر سنه وقلة خبرته في المنطقة.
لكن فوزه في ديربي جدة على الاتحاد، بطل الدوري آنذاك، غيّر كل شيء.
اكتسب ثقة الجماهير التي أصبحت تدافع عنه ضد أي محاولة من الإدارة لإقالته، ودعمته حتى حقق إنجازًا تاريخيًا للنادي بالفوز ببطولة النخبة الآسيوية.
ويأمل فيريرا أن يتكرر هذا السيناريو معه، فهو بحاجة ماسة لثقة الجماهير مبكرًا ليتمكن من مواجهة التحديات وقيادة الزمالك إلى بر الأمان.
مهمة صعبة.. لكن يايسله يمنح الأمل لفيريرا
بدأ يايسله مهمته وهو يعلم أنه يقود فريقًا خارج المنافسة الآسيوية، وعليه إعادته للمسار الصحيح ومنافسة فرق عملاقة مثل الاتحاد والهلال والنصر.
ورغم أن الدعم المادي الذي حصل عليه كان أقل من منافسيه (الذين ضموا رونالدو ونيمار وبنزيما)، إلا أنه اعتمد على اللعب الجماعي ونجح في تحقيق الفارق، حيث احتل المركز الثالث في أول موسم وتأهل لدوري أبطال آسيا، وفي النهاية فاز باللقب القاري.
فيريرا أيضًا يسير على "زجاج مكسور" بسبب المشاكل الإدارية السابقة في الزمالك.
مهمته الأساسية هي إعادة الفريق إلى دوري أبطال أفريقيا بدلاً من كأس الكونفدرالية التي يشارك فيها للموسم الثالث على التوالي.
موقفه صعب ويتطلب حذرًا، لكن في نفس الوقت يجب أن يتحرك بسرعة ويعيد الفريق لمكانته الطبيعية، لأن صبر الجماهير والإدارة لن يدوم طويلاً.
ويستلهم فيريرا الأمل من تجربة يايسله. صحيح أن الظروف مختلفة، فيايسله كان مدعومًا ماديًا بنجوم من أوروبا، لكن هذا الدعم كان أقل من منافسيه، ورغم ذلك تفوق عليهم بالروح التي خلقها في الفريق.
وهذا بالضبط ما يحتاجه فيريرا ليتمكن من منافسة الأهلي وبيراميدز رغم الفارق الكبير في القوة الشرائية.
كيف يتعلم الزمالك من تجربة يايسله؟
لكي ينجح فيريرا في تكرار تجربة يايسله، يجب على إدارة الزمالك تهيئة الأجواء المناسبة:
1. خلق ثقافة الفوز: نجح يايسله في خلق ثقافة الفوز وتحمل المسؤولية، وكسب ثقة اللاعبين الكبار والقادة.
وقد بدأ فيريرا بالفعل في هذا الطريق بوضعه قواعد صارمة للاعبين لضمان الالتزام.
2. بداية قوية ودعم مستمر: يحتاج فيريرا إلى تحقيق بداية قوية، تمامًا مثل يايسله، ليكسب ثقة الجماهير والإدارة.
وعلى الإدارة والجماهير الصبر على مشروع المدرب وعدم الحكم عليه بسرعة، مع ضرورة دعم الفريق بـ 3 أو 4 لاعبين مميزين لجعل القائمة قادرة على المنافسة.
3. تحقيق الألقاب للاستمرارية: يجب على فيريرا الفوز بالبطولات ليحصل على الثقة الكاملة التي تضمن استمراريته.
يايسله أصبح بطلاً قوميًا لجماهير الأهلي السعودي رغم فوزه ببطولة واحدة فقط في عامين، لكن قدراته والانضباط الذي فرضه جعلاه يكسب ثقة الجميع.
وفي مصر، المنافسة على البطولات ممكنة لأن الفروقات الفنية بين اللاعبين في الأندية ليست كبيرة جدًا، بغض النظر عن اختلاف الميزانيات.