الأحد ٢٤ / أغسطس / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية

"الحيلة" وسام أبو علي يسير علي نفس خطواته السابقة مع الأهلي.. ماأشبه اليوم بالبارحة


✍️ محمد السعيد 


يعيش النادي الأهلي حالة من الضغط الكبير خلال الأيام الحالية بسبب مهاجمه الفلسطيني المتألق وسام أبو علي، الذي ارتبط اسمه بالعديد من العروض القوية من أندية خليجية وأمريكية، في ظل تمسك الإدارة بخدماته ورفضها فكرة رحيله.


وازدادت الأزمة تعقيدًا بعد الأداء الاستثنائي الذي قدمه اللاعب في كأس العالم للأندية 2025، خاصة بعد تسجيله "هاتريك" تاريخي في شباك بورتو البرتغالي خلال دور المجموعات، وهو ما رفع قيمته السوقية بشكل كبير وجعله محط أنظار العديد من الأندية.


وتلقى الأهلي عروضًا جادة من أندية كبيرة مثل الوصل الإماراتي، والريان القطري، وكولومبوس كرو الأمريكي، وجميعها تبدي رغبة قوية في ضم اللاعب.


لكن المشكلة تكمن في أن المقابل المادي المعروض لا يرقى لطموحات إدارة الأهلي، التي حددت مبلغًا يتجاوز 10 ملايين دولار للموافقة على رحيله، خاصة في ظل مستواه الفني المتميز.


من جانبه، يبدو أن وسام أبو علي يرغب في استغلال الفرصة الحالية وخوض تجربة احترافية جديدة خارج أسوار القلعة الحمراء.


ويمارس اللاعب ضغوطًا كبيرة على الإدارة للموافقة على رحيله، وهو ما ظهر جليًا عندما نشر "ستوري" غامضة عبر حسابه على "انستجرام"، جاءت بعد بيان رسمي من النادي يؤكد إغلاق باب المفاوضات وتمسكه باللاعب.


وقد فسر الكثيرون هذه الخطوة بأنها رسالة غير مباشرة تعبر عن استيائه من فشل مفاوضات انتقاله.


وبالنظر إلى السجل الاحترافي لوسام أبو علي، يتضح نمط متكرر من التنقل بين الأندية في فترات قصيرة، مما يثير الشكوك حول استمراره لفترة طويلة مع أي نادٍ.


فقد تنقل بين عدة أندية أوروبية مثل ألبورج وفيندسيل وسيليكبورج في الدنمارك، وسيريس في السويد، قبل أن يحط الرحال في الأهلي في نوفمبر 2024، وغالبًا لم يكمل أكثر من موسمين في أي محطة.


هذا النمط يقودنا إلى ما يمكن وصفه بـ "الحيلة" التي يستخدمها اللاعب لفرض رحيله.


ففي حوار تليفزيوني سابق، اعترف وسام أبو علي بنفسه أنه استخدم الضغط للرحيل عن ناديه السويدي سيريس للانضمام للأهلي، قائلاً: "النادي السويدي كان رافض إني أروح الأهلي، بس أنا فضلت أضغط عليهم عشان يسمحولي أمشي... قلتلهم انتوا هتكسبوا فلوس كويسة".


هذا الاعتراف، مقترنًا بفتراته القصيرة مع الأندية، يوضح أن رغبة اللاعب في الرحيل تظهر بوضوح بعد أول موسم ناجح، خاصة عند وصول عرض مادي جيد، وهو السيناريو الذي يتكرر حاليًا مع الأهلي.


ويبدو أن وسام أبو علي يحاول تطبيق نفس الأسلوب للرحيل عن القلعة الحمراء بحثًا عن "خطوة جديدة". لكن هذه المرة، قد يكون الموقف مختلفًا.


فالنادي الأهلي، على عكس الأندية الأوروبية الصغيرة التي لعب لها وسام، يمتلك قوة مادية واستقرارًا إداريًا يمكنه من التمسك بقراره ورفض أي عرض لا يلبي شروطه، خاصة وأن أهدافه الرياضية والفوز بالبطولات تتصدر أولوياته.


والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح "حيلة" وسام أبو علي هذه المرة ويفرض رحيله عن الأهلي، أم أن النادي سيتمسك بموقفه حتى النهاية في صراع إرادات سيكون حاسمًا لمستقبل اللاعب والنادي معًا؟

موضوعات ذات صلة