
في حوار خاص لـالكورة جون ميشو.. الصندوق الأسود يودّع الزمالك بعد 35 عامًا
35 سنة من
الأسرار والعطاء.. ميشو يروي كواليس رحيله عن الزمالك
نهاية حقبة: ميشو يعلن اعتزاله ويودع جمهور الزمالك برسالة مؤثرة
أعلن محمد السيد، الشهير بـ"ميشو"، أخصائي الإصابات والعلاج الطبيعي بنادي الزمالك، اعتزاله الرسمي بعد مسيرة مهنية استمرت قرابة 35 عامًا داخل أروقة أحد أكبر الأندية في القارة الأفريقية.
في هذا الحوار الخاص والحصري، يفتح "ميشو" قلبه لـ«الكورة جون»، ويتحدث بصراحة عن كواليس قراره، أبرز المحطات التي مر بها، ورؤيته لمستقبل الزمالك، مستعرضًا أسماء الرموز الإدارية والفنية التي شاركها رحلة البطولات.
قرار مؤجل.. والوداع الحتمي
الكورة جون: كابتن ميشو، نبدأ من النهاية.. لماذا قررت الاعتزال الآن بعد كل هذه السنوات؟
ميشو: القرار كان مطروحًا منذ سنوات، لكنه دائمًا ما كان يُؤجل بطلب من النادي أو بإلحاح من الأجهزة الفنية نظرًا لطول خبرتي وحاجة الفريق لي، وهذا ما كنت أقدّره دومًا. لكن هذه المرة كنت حاسمًا. شعرت أنني قدمت كل ما أستطيع، وحان الوقت للتفرغ لحياتي الخاصة، ولرعاية مسيرة ابني يوسف، لاعب خط وسط نادي سيراميكا كليوباترا، والذي بدأ مشواره في ناشئي الزمالك.
؟
الكورة جون: لُقّبت بـ"الصندوق الأسود" للزمالك.. كيف ترى هذا اللقب؟
ميشو: (يبتسم) طوال 35 عامًا، كنت قريبًا من كل التفاصيل. حضرت أصعب اللحظات وأجمل الانتصارات، رأيت كل شيء وشاركت فيه. لم أكن مجرد أخصائي علاج طبيعي، بل كنت قريبًا من اللاعبين، الأجهزة الفنية، وحتى الإدارات. كانت هناك الكثير من المواقف الحساسة التي عشتها، ولأني شخص يحتفظ بالأسرار، أعتقد أن هذا ما جعلهم يطلقون عليّ هذا اللقب.
نهاية ذهبية.. وكأس مصر مسك الختام
الكورة جون: ما هي أبرز اللحظات التي لا تُنسى في مشوارك الطويل؟
ميشو: كل بطولة مع الزمالك كانت مميزة، لكن الفوز ببطولة كأس مصر الأخيرة كانت لها خصوصية كبيرة. كانت الوداع الأمثل لمسيرة امتدت لثلاثة عقود ونصف. أن تغادر وأنت تحمل بطولة بين يديك.. شعور لا يُوصف.
ثلاثة عقود بين قامات الزمالك الإدارية
الكورة جون: من الرؤساء الذين عملت معهم خلال هذه المسيرة الطويلة؟
ميشو: سعدت بالعمل مع نخبة من الشخصيات التي تركت بصمة في تاريخ النادي، وهم: المهندس نور الدالي والمستشار جلال إبراهيم والدكتور كمال درويش والأستاذ ممدوح عباس والمستشار مرتضى منصور والكابتن حسين لبيب
كل منهم كان له رؤية وأسلوب مختلف في إدارة النادي، لكنهم جميعًا اجتهدوا من أجل مصلحة الزمالك.
كتيبة مدربين عالميين.. ذكريات لا تُنسى
الكورة جون: ماذا عن الأجهزة الفنية التي عملت معها؟
ميشو: تعاملت مع أجيال مختلفة من المدربين، وكل مرحلة كانت لها طابعها الخاص. أذكر منهم:
الإنجليزي ديفيد مكاي والكابتن فاروق جعفر (في أكثر من فترة) والكابتن محمود الجوهري والنمساوي ألفريد ريدل والكابتن أحمد رفعت والكابتن محمود أبو رجيلة والألماني أوتو فارنز والهولندي رود كرول والفرنسي هنري ميشيل والبرازيلي كارلوس فابرال والبرتغالي نيلو فينجادا والسويسري كريستيان جروس والبرتغالي جيسوالدو فيريرا والفرنسي باتريس كارتيرون والبرتغالي جوزيه جوميز
كل هؤلاء كانت لهم بصمات واضحة، سواء في البطولات أو في صناعة أجيال جديدة من اللاعبين.
يوسف ميشو.. امتداد العائلة في المستطيل الأخضر
الكورة جون: نعلم أن نجل حضرتك يلعب حاليًا في الدوري الممتاز.. حدّثنا عن يوسف.
ميشو: يوسف لاعب خط وسط في نادي سيراميكا كليوباترا، وهو من ناشئي الزمالك، بدأ مسيرته في القلعة البيضاء وتدرّج حتى وصل للفريق الأول، ثم انتقل لسيراميكا. قراري بالرحيل من الزمالك جاء أيضًا لرغبتي في التفرغ لمساندته. أؤمن بإمكاناته وأتمنى أن يحقق ما لم أحققه أنا في الملاعب.
الزمالك نادٍ أفريقي من طراز خاص
ميشو: الزمالك نادٍ كبير وله شعبية هائلة في مصر وأفريقيا. خلال رحلاتنا في القارة، كنت أرى مدى الحب والاحترام الذي يحظى به هذا النادي. الزمالك قادر على العودة إلى منصات التتويج الأفريقية، لكنه يحتاج فقط إلى الاستقرار والاستثمار الجيد في عناصر الفريق.
الكلمة الأخيرة.. وفاء وانتماء
ميشو: أشكر كل من وثق بي طوال هذه السنوات.. من مجالس الإدارات، الأجهزة الفنية، اللاعبين، والجماهير العظيمة. الزمالك ليس مجرد نادٍ بالنسبة لي، بل هو بيت وحياة وتاريخ. سأبقى دومًا داعمًا ومحبًا لهذا الكيان، وسأتابعه كما كنت دومًا.. ولكن هذه المرة من المدرجات.
انتهى الحوار
لكن يبقى اسم "ميشو" محفورًا في ذاكرة الزمالك، ليس فقط كأخصائي إصابات علاج طبيعي، بل كأحد أعمدة الغرفة الخلفية للبطولات.