عيد فؤاد يكتب: الزمالك سلم ذقنه لـ جون إدوارد !
كواليس"تطّفيش" النجوم وإجبار شيكا على الاعتزال
لم يكن تسليم مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب "ذقنه" لـ جون إدوارد بالأمر الهين على أبنائه، حيث أن الأخير تم تعيينه كمدير رياضي للنادي في تجربة جديدة على قطاع الكرة، مقلدا النادي الأهلي، صاحب التجربة الإدارية الرائدة والناجحة في مصر .
مجلس الإدارة "بالعربي" حاول التخلص من صداع النجوم القدامى والحاليين، فمنح إدوارد الضوء الأخضر ليفعل ما يراه مناسبا، بهدف إعادة الزمالك لمنصات التتويج المحلية والقارية مجددا، يجدد "لفلان ويتخلص من عِلاّن"، إضافة إلى تكيفه بالعديد من المهام الأخرى.
الطريف أن أول ما فعله الضيف الجديد هو إيهام مجلس إدارة الأبيض أن تواجد لجنة التخطيط التي كان يترأسها حسين لبيب رئيس مجلس إدارة النادي وتضم في عضويتها إلى جانبه، حازم إمام، وعمرو الجنايني، وأحمد حسام ميدو لن يفيد النادي في شيء، الأمر الذي يتطلب ضرورة إلغاءها لعدم جدواها، وهو ما حدث فعلا ، فقد تم "تطفيش "أعضاءها وإجهاض التجربة بفعل فاعل .
الحقيقة وإزاء ما حدث، من وجهة نظري أن هناك خطورة بالغة، نتيجة وضع ملف الكرة لنادٍ كبير بحجم وشعبية وتاريخ نادي الزمالك في يد شخص واحد فقط لم يكن معلوما لأحد حتى وقت قريب، بل اعتقد أنه ليس له تاريخ رياضي معروف ولا يعلم الكثيرين هل كان إدوارد لاعب كرة أم أي رياضة أخرى في الزمالك حتى يحظى بثقة المجلس الأبيض مع تجاهل بعض الأسماء التي ساهمت في زيادة شعبية وتاريخ وبطولات نادي الزمالك مثل حسن شحاتة، فاروق جعفر، جمال عبد الحميد، حمادة عبد اللطيف، وطارق يحيى، مع منحه صلاحيات متعددة وهو ليس من أبناء النادي، بل ويتحكم فيه كيفما شاء، كما حصل على الضوء الأخضر أيضا بضم من يستطيع إقناعه من لاعبي الأندية الأخرى بارتداء تيشيرت الزمالك، سواء اللاعبين المحليين أو الأجانب، طبقا للإمكانيات المتاحة في النادي.
إدوارد في ظل سيطرته على مقاليد الأمور تماما في القلعة البيضاء عقب الحصول على مباركة قرابة الـ 90% من مسؤولي المجلس الأبيض، إضافة إلى مباركة ممدوح عباس رئيس مجلس إدارة النادي الأسبق، والذي يدير النادي من وراء الستار"بيني وبينكم"، يعلم ذلك جيدا المقربين من صانعي القرار في القلعة البيضاء قد تسبب في حدوث انقسام غير طبيعي في النادي، نظرا لمنحه الصلاحيات الكاملة، وكأنه هو الفارس الذي جاء ممتطيا جواده الأبيض لينقذ النادي مما هو فيه، وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن المجلس الأبيض أراد أن "يرح رأسه" من صداع السوشيال ميديا، ويصدره للرأي العام بعدما فاض به الكيل من الانتقادات الشرسة التي يتعرض لها يوميا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من رواد هذه المواقع، والذين طالبوه بالاستقالة الجماعية في أعقاب الخسارة من "ستيلينبوش" الجنوب إفريقي المغمور في الدور نصف النهائي بكأس الكونفيدرالية على ملعبه وبين جماهيره بالقاهرة، كما لا يزال هؤلاء أيضا يضغطون على مجلس الإدارة لضم بعض اللاعبين والاستغناء عن البعض الآخر، أي يوجهون الزمالك لما يريدونه هم وليس كما يترائى لمجلس الإدارة المنتخب من قبل الجمعية العمومية، وهو أمر لن تستقيم معه الأمور مستقبلا .
ما لا يعلمه الكثيرين أيضا أن جون إدوارد نفسه والذي هبط على النادي فجأة بـ "باراشوت"، هو من أوحى لعددٍ من أعضاء مجلس إدارة النادي بالضغط على محمود عبد الرازق شيكابالا، صاحب الـ 39 ربيعا، كابتن الفريق وأسطورته خلال العشرين عاما الأخيرة، بضرورة الاعتزال وإفساح المجال للاعب شاب آخر يستطيع أن يضيف للزمالك، كما علمت أيضا من مصدر موثوق به داخل نادي الزمالك أن المدير الرياضي، هو من اخترع فكرة ضرورة إعلان حجب اليشيرت رقم "10" في كافة وسائل الإعلام والذي كان يرتديه شيكابالا ولو مؤقتا، تكريما للاعب على مسيرته مع الزمالك طوال عقدين من الزمان، ساهم خلالهم في تحقيق الكثير من البطولات ما بين الدوري، وكأس مصر، والسوبر المصري، وكأس الكونفيدرالية، والسوبر الأفريقي، والسوبر المصري السعودي.
أخيرا..هناك حالة من الغليان تسيطر على نجوم الزمالك القدامى في كرة القدم يتقدمهم جمال عبد الحميد، وأيمن يونس، وطارق يحيى، وخالد الغندور، وغيرهم بسبب تفريغ النادي من أبناءه ومنح الفرصة لآخرين من خارج النادي لتولي العديد من المناصب الإدارية والقيادية الرياضية المهمة، مثل جون إدوارد، ومن قبله أيمن الرمادي، وكذلك التفكير في تعيين عبد الناصر محمد مدير الكرة الأسبق بنادي انبي لخلافة وائل القباني مدير الكرة السابق الذي تمت الإطاحة به في ظروف غامضة بعد تعيين جون إدوارد والتعاقد مع البلجيكي يانيك فيريرا المدير الفني الجديد للأبيض، بينما يتم تجاهل من يحبون النادي ويتطلعون شغفا لخدمته دون أن يتمكنوا من ذلك بسبب تعنت مجلس الإدارة، فهل ستستمر أوضاع الزمالك الإدارية مضطربة أم تتغير للأفضل خلال الفترة القادمة، إنا لمنتظرون.