إنجاز الترجي يفضح إخفاق الأهلي .. رغم صفقات المليار!

الفريق التونسي  يصنع التاريخ في مونديال الأندية كأول فريق عربي يحقق الفوز في نسخة 2025

إنتصار تاريخي يُعيد الأمل العربي في البطولة العالمية

كتب نادي الترجي الرياضي التونسي أسمه في سجلات المجد الرياضي، بعدما أصبح أول فريق عربي يحقق فوزًا في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، بفوزه الثمين على فريق لوس أنجلوس الأمريكي بهدف دون رد، في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات.

وسجّل هدف اللقاء الوحيد النجم الجزائري يوسف البلايلي في الدقيقة 70، بعد مراوغة مميزة وتسديدة بين قدمي الحارس الفرنسي الدولي هوجو لوريس. وألغى حكم اللقاء ركلة جزاء أخرى احتُسبت للبلايلي بعد العودة إلى تقنية الفيديو، مكتفيًا ببطاقة صفراء ضد اللاعب بدعوى التمثيل.

الترجي كان قريبًا من مضاعفة النتيجة في أكثر من مناسبة، أبرزها تسديدة يان ساس التي جاورت المرمى، وأخرى ارتطمت بالعارضة بعد تمريرة من البلايلي، لكن الحظ عاند الفريق في تعزيز النتيجة.

بشير بن سعيد.. بطل اللحظة الأخيرة

مع نهاية اللقاء، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الفريق الأمريكي كانت كفيلة بحرمان الترجي من ثلاث نقاط ثمينة. لكن الحارس المتألق بشير بن سعيد وقف سدًا منيعًا أمام تسديدة دينيس بوانجا، وتصدى لها ببراعة، ليحافظ على الانتصار، ويضمن للترجي ثلاث نقاط حاسمة ترفع رصيده إلى المركز الثالث، خلف تشيلسي الإنجليزي بفارق الأهداف.

أرقام لافتة للترجي في المونديال

الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أبرز عددًا من الإحصائيات اللافتة عقب المباراة:

-       الترجي فاز بـ10 من آخر 13 مباراة في مختلف المسابقات، وحافظ على نظافة شباكه في 10 منها.

-       ثاني فريق إفريقي يحقق فوزًا في مونديال الأندية 2025 بعد ماميلودي صنداونز.

-       يوسف البلايلي ثاني لاعب إفريقي يسجل هدفًا في النسخة الحالية.

-       عبد الرحمن كوناتي، لاعب الترجي، أصغر لاعب إفريقي يبدأ مباراة في البطولة (18 عامًا و360 يومًا).

-       بشير بن سعيد ثالث حارس يتصدى لركلة جزاء في البطولة، بعد المغربي ياسين بونو والبرازيلي إيدرسون. 

إنجاز الترجي يفضح إخفاق الأهلي

في المقابل، يواجه الأهلي المصري انتقادات واسعة بعد نتائجه المتواضعة في البطولة، بالرغم من أنه دخل المسابقة مدججًا بعدد من التعاقدات الجديدة، التي تجاوزت قيمتها مليار جنيه مصري. النادي الأحمر أبرم صفقات محلية ودولية متعددة خلال الأشهر الماضية، في محاولة لتعزيز فرصه في المنافسة على اللقب العالمي.

إلا أن هذه السياسة الإنفاقية لم تُثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن، بل أثارت الجدل بعدما تسبب استدعاء لاعبيه للبطولة في حرمان المنتخب المصري من عدد كبير من عناصره الأساسية خلال التوقف الدولي الأخير، مما أثر سلبًا على أداء الفراعنة في مبارياتهم الودية والرسمية.

في المقابل، لم يبرم الترجي صفقات كبرى، واعتمد على مزيج من الخبرة والشباب، والنتيجة كانت أداءً مشرفًا وفوزًا تاريخيًا، رسّخ صورة الفريق كممثل حقيقي للكرة العربية في المحافل العالمية.

 مواجهة الحسم ضد تشيلسي

يتبقى للترجي مباراة واحدة في دور المجموعات، ستكون حاسمة لتحديد المتأهل الثاني من المجموعة، وذلك أمام تشيلسي الإنجليزي، في الرابعة فجر الأربعاء المقبل (بتوقيت تونس)، على ملعب لينكولن فاينانشال فيلد بمدينة فيلادلفيا الأمريكية.

الفوز أو حتى التعادل قد يفتح أبواب التأهل، في حال انتهاء المباراة الأخرى بنتائج محددة، لتبقى كل الاحتمالات قائمة، وأحلام الجماهير التونسية والعربية معلقة على مواصلة هذا الأداء المشرف.

كلمة أخيرة: روح الترجي تتفوق على أموال المنافسين

ما حققه الترجي هو تذكير بأن كرة القدم لا تُلعب بالمال فقط، بل تُحسم بالانضباط، العمل الجماعي، والروح القتالية. الفريق التونسي لم يكن المرشح الأول، لكنه انتزع الاحترام عن جدارة، وأثبت أن "الهوية الكروية" يمكن أن تنتصر على "قوائم الميركاتو".

الترجي لا يمثّل تونس فقط، بل يرفع راية الكرة العربية في البطولة العالمية، ويؤكد أن الإنجاز لا يُشترى، بل يُصنع.