درجات الحرارة المرتفعة تهدد أجواء مونديال الأندية في أمريكا

تحذيرات من مخاطر الإجهاد الحراري على اللاعبين والجماهير مع انطلاق البطولة

مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، تسود حالة من القلق بين المنظمين والجماهير بسبب التوقعات بارتفاع درجات الحرارة في عدد من المدن المستضيفة، خاصة ميامي ولوس أنجلوس، حيث من المتوقع أن تتجاوز الحرارة حاجز 30 درجة مئوية، وفقًا لتقارير الأرصاد الجوية الأمريكية.

صحيفة "الجارديان" البريطانية أشارت إلى تحذيرات من أن الأجواء الحارة قد تؤثر سلبًا على اللاعبين والجماهير، خاصةً مع إقامة العديد من المباريات في أوقات الذروة الحرارية خلال النهار، ما قد يزيد من خطر الإجهاد الحراري للأشخاص الذين يمارسون أنشطة بدنية في الهواء الطلق.

وتفتتح البطولة بمواجهة مرتقبة تجمع النادي الأهلي المصري مع إنتر ميامي الأمريكي بقيادة النجم ليونيل ميسي، فجر الأحد، في مباراة تقام في الثالثة صباحًا بتوقيت القاهرة، بينما يلعب باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد ظهر اليوم ذاته في كاليفورنيا، وسط توقعات بطقس مشمس ومرتفع الحرارة على ملعب روز بول المفتوح.

الجدير بالذكر أن مباريات بطولة كوبا أمريكا السابقة شهدت حالات إغماء بين اللاعبين والحكام بسبب درجات الحرارة العالية، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى استعداد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمواجهة هذا التحدي المناخي في ظل ازدحام جدول المباريات الذي يصعّب إعادة برمجة اللقاءات.

ووفق تقرير لمجموعة "فوسيل فري فوتبول"، فإن 35 مباراة من أصل 63 ستُلعب قبل الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الذي يصل فيه معدل الحرارة لذروته، إضافة إلى أن غالبية الملاعب تفتقر للتغطية الكاملة ما يجعل اللاعبين والجماهير عرضة مباشرة لأشعة الشمس.

رغم أن "فيفا" يعتمد منذ عام 2014 على "فترات التبريد" أثناء المباريات عند ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الرطبة (WBGT) فوق 32 درجة مئوية، إلا أن منظمة "فيفبرو" المدافعة عن حقوق اللاعبين ترى هذه الإجراءات غير كافية، وطالبت بتعديل مواعيد المباريات أو تأجيلها عند الضرورة لحماية اللاعبين.

وفي الوقت ذاته، أكد متحدث باسم "فيفبرو" أن "الحرارة المفرطة أصبحت تمثل تهديدًا خطيرًا لصحة اللاعبين"، مطالبًا بإعطاء الأولوية لسلامة الجميع على حساب الجوانب التجارية والبث التلفزيوني.

من ناحيتها، تتابع "فيفا" الأوضاع بشكل مستمر، لكنها لم تُعلن حتى الآن عن خطط إضافية لمواجهة احتمالات الإجهاد الحراري في ظل ضغط مواعيد المباريات.

وتُعد هذه البطولة اختبارًا مهمًا قبل مونديال 2026 الذي سيُقام في ظروف مناخية مشابهة بمشاركة 48 منتخبًا، ما يزيد من أهمية اتخاذ تدابير وقائية تضمن سلامة اللاعبين والجماهير وكافة عناصر اللعبة.