عيد فؤاد يكتب : لعبة فضح مجاملات قمر للزمالك .. مبادئ الأهلي تكسب !!
الأخلاق أولا، هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الجميع داخل الملاعب المصرية، لاعبين ومدربين، وإداريين، وكل من يمارس الرياضة بصفة عامة.
وما حدث مؤخرا في مباراة الأهلي والزمالك في أولى لقاءات الدور قبل النهائي لبطولة الدوري الممتاز للكرة الطائرة المقام بنظام الـ (BEST OF 3)، من ثلاث مواجهات لتحديد الفريق المتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة والتي أقيمت بصالة د. حسن مصطفى بمدينة السادس من أكتوبر وانتهت بفوز الأهلي على الزمالك بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد، أمر مخجل ومؤسف للغاية ولا يمت للرياضة ولا الأخلاق بصلة من قريب أو بعيد .
فقد فوجئ كل من شاهد اللقاء في الملعب وتليفزيونيا على الهواء مباشرة بإشارات وحركات خارجة من لاعب الزمالك محمد مصطفى كامل عيسى الشهير بـ "لعبة" لجماهير الأهلي، وهو الأمر الذي صدم الجميع ودفع الأهلي الطرف الثاني في المباراة لتقديم شكوى ضد اللاعب عقب انتهاء اللقاء، نتيجة هذا التصرف اللأخلاقي والنشاز الصادر عن لاعب الزمالك .
وللأسف، فقد "تمخض الجبل فولد فأرا"، حيث أصدر مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة برئاسة ياسر قمر قرارا بمعاقبة اللاعب ماليا فقط دون أن يتم إيقافه، على الرغم أنه كان يستحق ذلك بالفعل، وخاصة بعدما تسبب في أذى نفسي لمشاعر الكثيرين، وخصوصا ممن شاهدوا المباراة واللقطة المخجلة للاعب غير منضبط داخل الملعب، وكانت "التسعيرة" التي وضعها قمر لتأديب "لعبة" هي تغريمه ربع مليون جنيه .. يا "بلاش" . !!
الطبيعي هو إحالة اللاعب للتحقيق ثم يتم بعد ذلك توقيع عقوبة رادعة عليه من قبل ناديه أولا ثم اتحاد اللعبة ثانيا، إلا أن عقوبة ياسر قمر الهزيلة جعلت محمد مصطفى "لعبة" يخرج لسانه للجميع، على اعتبار أن الغرامة المالية من السهل أن يدفعها له النادي أو بعض المحبين، وطالما جاءت العقوبة ماليا ومخففة فمن السهل تكرارها مستقبلا مرة أخرى طالما لم يجد من يردعه .
واقعة "لعبة" جعلتني أتذكر موقف تربوي اتخذه مجلس إدارة النادي الاهلي عام 2005 يوضح الفارق الشاسع في فن الإدارة الذي يتقنه النادي عن باقي أقرانه في كافة اندية مصر والوطن العربي وأفريقيا، فقد أصدر مجلس إدارة النادي قرارا تربويا بشطب أيمن رشدي نجم الفريق ومنتخب مصرآنذاك عقب إشارة مماثلة ارتكبها في حق جماهير الزمالك التي كانت "تسبه"أثناء إحدى لقاءات فريقه أمام الزمالك، ليرسي النادي مبدأ الأخلاق أولا، على عكس ما يفعله الزمالك حين يكافئ لاعبيه المخطئين بدلا من معاقبتهم، والدليل "لعبة"، وخاصة أن هناك نشئ يقلدون تصرفات اللاعبين سواء كانت جيدة أو سلبية، وفِعلةْ "لعبة" الشنعاء تعد "سُبة" في جبين المجلس الأبيض قبل مجلس ياسر قمر .
لم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة التي تدل على قوة وصرامة تعامل إدارة الأهلي مع بعض الخارجين عن النص من نجومه في بعض الأحيان، على عكس ما يحدث من قبل الزمالك أو أي مؤسسة رياضية أخرى في تعاملاتها مع نجومها خوفا من الجماهير، والدليل على ذلك واقعة ابراهيم حسن نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق والذي كان قد أشار لجماهير المغرب بإشارة خارجة أثناء إحدى لقاءات المنتخب الوطني أمام المغرب عام 97، حيث سارع صالح سليم رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي الراحل آنذاك لإيقافه 6 شهور قبل أن تعود البعثة إلى القاهرة، مع توقيع غرامة مالية كبيرة على اللاعب، وتم إبلاغ اتحاد الكرة بالعقوبة على الفور، واعتمدها الأخير بالفعل، ليضرب النادي مثالا جديدا للتأكيد على أن الأخلاق أولا قبل اللعب .
هذا الموقف يوضح لك عزيزي القارئ، الفارق الشاسع بين إدارتي الأهلي والزمالك على مر العصور، والذي يمنح الأهلي القوة في إرساء المبادئ والأخلاق على جميع أبنائه أولا، على عكس ما يحدث في الزمالك الذي يقف في صف نجومه مهما أخطأوا، خوفا من هجوم جماهيره، التي تناصر اللاعبين على طول الخط على حساب الإدارة، وهو ما يؤكد على أن الضبط والربط بين الناديين يبدو كبيرا للغاية لصالح النادي الأهلي، قلعة المبادئ والقيم والتي تُعد مثلا يحتذى به .