موسى البطران - يكتب :الاهلي والزمالك قمة الدراما الرمضانية !
لو طلبت من أعظم كتاب الدراما أن يكتبوا سيناريو لمسلسل درامي مثير، لما استطاعوا أن يكتبوا مثل هذا السيناريو المثير الذي نعيشه يوميًا تحت عنوان "قمة الأهلي والزمالك". ولعلني أجزم أن هذا المسلسل تفوق على كل المسلسلات الرمضانية بمختلف ألوانها وأبطالها، بل سرق منها كل الأضواء، ليبقى الجميع في حالة ترقب وتشويق مستمر. أما الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل المثير، فستكون بعد ساعات قليلة على ملعب استاد القاهرة الدولي، حيث سيكتب عليها "كلمة النهاية"، ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بتلك النهاية، حتى مؤلف هذا السيناريو المثير ذاته.
والحقيقة أن "قمة الأهلي والزمالك 130" لم تكن هذه المرة عادية، بل كانت أكثر إثارة من أي قمم سابقة. هذا اللقاء الدرامي لم يقتصر على أن يكون مجرد مباراة لكرة القدم، بل أصبح حدثًا يعصف بالأذهان ويلفت الأنظار، حتى خطف كل الأضواء من باقي المسلسلات الرمضانية. فقد جاءت البداية على غرار أفلام "هيتشكوك"، المخرج الشهير الذي يملك القدرة على صناعة الإثارة والغموض في كل مشهد. ففي الحلقة الأولى من هذا المسلسل، تم الإعلان المفاجئ لموعد إقامة المباراة، وهو موعد لم يكن يتوقعه أحد على الإطلاق. كما أن ذلك التوقيت لم يكن ليُستخدم إلا في المسلسلات الدرامية ذات الحبكات المعقدة والمفاجئة.
كان من المفترض أن يتم تحديد مواعيد المباريات وفقًا للترتيب الطبيعي، حيث يتواجه الفريق صاحب المركز الأول مع الفريق الأخير، وتستمر المباريات بهذا التدرج إلى أن نصل إلى القمة. ولكن هنا كان للذكاء الاصطناعي رأي آخر. فعندما تم ترك الجدولة لهذا النظام، قرر أن يكسر كل القواعد المعتادة ويبدأ بالقمم المبكرة، ما أضاف عنصر الإثارة والدهشة في الصراع الرياضي. ومن هنا، بدأ السيناريو المثير يتصاعد، إذ وجد الجميع أنفسهم في مفاجأة غير متوقعة جعلت كل الأنظار تتوجه إلى هذه المباراة التاريخية.
ولم تقتصر الأحداث المثيرة على التوقيت غير التقليدي للمباراة فقط، بل انتقلت أيضًا إلى مشكلة التحكيم. ففي تطور درامي جديد، كان من المفترض أن يُدير المباراة طاقم من الحكام المصريين، ولكن بسبب سفر ستة حكام إلى كوت ديفوار لحضور دورة إعداد للحكام المشاركين في كأس الأمم الأفريقية، أصبح من المستحيل استقدام طاقم تحكيم محلي. وهكذا، دخل الجميع في دوامة البحث عن طاقم حكام أجنبي لإدارة المباراة. الأمر الذي أدخل كل الأطراف في حالة من الترقب والقلق بشأن من سيتحمل تكاليف استقدام الحكام، وما هي الأعباء التي ستترتب على ذلك. وفي ذروة التصعيد، جاء بيان الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي أعلن فيه عجزه عن استقدام حكام أجانب بسبب ضيق الوقت، معلنًا أن من لا يعجبه الأمر "يضرب رأسه في الحيطة". وكأن السيناريو أصبح يعرض لنا مشهدًا من صراع بين السلطة والمسؤولين والفرق الجماهيرية.
ثم جاء تصعيد آخر في هذا المسلسل المثير، تمثل في بيان ناري من النادي الأهلي، الذي أعلن عن عقد اجتماع طارئ قبل ساعات من المباراة. كان الهدف من الاجتماع هو الضغط على الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية وطاقم التحكيم المحلي. حيث وصل الأمر إلى التهديد بالانسحاب من المباراة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات التي تضمن توفير العدالة الكروية. وكان الاجتماع يهدف أيضًا إلى رفع حالة التوتر والشحن الجماهيري، مما أدى إلى تصاعد الأحداث بشكل درامي، ليترك الجميع في حالة من الترقب ليروا كيف ستنتهي هذه القمة المثيرة.
في النهاية، لا يمكن لأحد أن يتوقع كيف ستنتهي أحداث هذا المسلسل الدرامي. سيناريو قمة الأهلي والزمالك 130 لم يكن مجرد مباراة كروية، بل تحول إلى مسلسل مليء بالتقلبات والمفاجآت، وفي كل لحظة يتصاعد التوتر ويزداد التشويق. من الصعب أن يكتب أي كاتب سيناريو آخر أفضل مما نعيشه حاليًا. كل الأضواء متجهة إلى استاد القاهرة الدولي، والجميع ينتظر الحلقة الأخيرة التي لا أحد يعرف كيف ستنتهي.